ضحية لغم حوثي بتعز.. شاهدت فتحية "ساقها يطير أمام عينيها"!

  • تعز، الساحل الغربي، عبدالصمد القاضي وعبدالمالك محمد:
  • 01:49 2021/04/26

مع اجتياح مليشيات الحوثي لتعز المدينة انقلبت حياة "فتحية صالح" وأسرتها رأساً على عقب. كانت واحدة ضمن مئات الأسر التعزية التي لفها الرعب والموت الحوثيّان من كل جانب، قبل أن تُقذف إلى التشرد بلا أي شيء ودونما مُعيل.
 
غادرت صالح (27 عاماً) وزوجها العاطل وأولادهم الأربعة إلى غير وجهة. تركوا منزلهم المتواضع في مدينة النور وسط تعز وأصبح السماء والتراب والليل بيتهم الذي ينامون، يستيقظون، يجوعون ويعطشون داخله، وكم كانت سعادتهم غامرة لسماع أخبار اندحار المليشيا وتباشير العودة تداعب خيالهم.
 
 
لم يكونوا يعرفون أن مليشيات الحوثي خلفت، قبل أن تغادر، موتاً ورعباً آخرين على شكل حقول ألغام وأزمات وحصار يلفُّ المدينة كثعبان. 
 
عادوا إلى المنزل لكن على حياة مغايرة، حجب الحصارُ الغذاءَ والدواء والمياه. ولم يجد الزوج أي فرصة للعمل. أصبحت الأسرة أسيرة الفقر والاحتياج فكان على أفرادها جميعا العمل في سبيل الانعتاق.
 
من جانبها لجأت "فتحية" إلى الاحتطاب لتغطية الحاجة إلى الغاز المنزلي في طهي الطعام. قصدتْ بداية أبريل/نيسان 2016م، أحد المرتفات الجبلية، مع بعض أقاربها؛ لجمع الأخشاب والسيقان اليابسة. لكنها كانت، دون أن تعلم، في طريقها إلى حيث تفقد إحدى ساقيها.
 
 
"دستُ على شيء غريب، وبعد ذلك الصوت المفاجئ والمرعب شاهدت قدمي يطير أمامي". تقول فتحية بصوت وملامح فزِعة كما لو أنها تعرضت لتوها للحادث.
 
 
هرع زوجها وشقيقه، وكانا على مقربة، نحو جسدها الملقى على الأرض. كان صراخها عاليا وكانت الدماء تتدفق من كامل جسمها ومن ساقها اليسرى الممزقة، فحملاها إلى مستشفى الثورة بعد أن ضمدا جروحها الأكثر نزفا.
 
استكمل الأطباء بتر الساق الممزق، وبعمليات جراحية عدة استخرجت الشظايا من جسدها ومن ساقها الآخر، "ضمدوا جروحي إلا جراحي الكبير لا يزال يرافقني".
 
باتت فتحية مُقعدة في المنزل لعدة شهور. كانت مرات تبكي حالها الأسيف وتشكر الله أنها لا تزال حية مرات أخرى. وهي، رغم ما حلّ بها، لم تعف من التزاماتها إزاء عائلتها.
 
 
تقول لـ"الساحل الغربي": "كان عليّ أن أساعد لتبقى الأسرة على قيد الحياة، زوجي بقي على حاله بلا عمل، كان لا بد أن أعمل، الفرصة الوحيدة التي حصلت عليها أن أعمل في أحد المنازل، لم أتردد، حملت ساقي الاصطناعي وذهبت".
 
 
لم يدم الأمر طويلاً، فبمجرد تفشي فيروس كورونا داخل المدينة، وفي أشد أيامها احتياجاً للعمل، استغنى أصحاب المنزل عن خدماتها، لتعود مجدداً حبيسة المنزل الذي عاد بدوره إلى ما كان عليه من تقشف.
 
"عملتُ على صناعة البطاط والبيض في المنزل، وتركت الأطفال يخرجون لبيعه في الحارات وشوارع المدينة،  يغطي هذا القليل من الاحتياجات، إلا أن الأطفال يعودون في أحيان يبكون وكل شيء في أيديهم، فأضطر للخروج بنفسي".

ذات صلة