"نكتوي بالغربة والجوع".. كورونا وتوقُّف المستحقات يفاقمان معاناة طلاب اليمن بالخارج

  • الساحل الغربي، حسين الفضلي:
  • 12:44 2021/04/23

بعد أن اجتاز الحدود بحلمه وقطع مسافات طويلة ليصل إلى دولة الابتعاث حتى يكمل مضماره في التعليم الجامعي الذي خط ملامحه بالعزيمة والإصرار.. يكابد الطالب اليمني المبتعث إلى روسيا في الهندسة المدنية أنور السفياني،  قساوة الحياة، وعناء المعيشة الناتجة عن توقف مستحقاته المالية في مطلع عام 2020م.
 
أنور السفياني واحد من كثيرين يعيشون تحت وطأة شبح الهموم الملقى على كاهلهم؛ نتيجة توقف مستحقاتهم المالية يتجرعون فيها مرارة العيش ومخاوف ضياع مستقبلهم الملقى تحت مطرقة غلاء المعيشة، وسندان الإهمال  الحكومي. 
 
بنبرة صوت حزينة يقول أنور السفياني: في دولة الابتعاث نكتوي بناري الغربة والجوع الناتج عن غلاء المعيشة وتأخر صرف المستحقات المالية المقررة لنا من الوزارة.
 
ويعاني الطلاب اليمنيون المبتعثون خارج الوطن جراء تأخر مستحقاتهم المالية، حيث لم يصرف لهم إلا الربعان الأول والثاني لعام 2020م، وتأخر صرف الربعين الثالث والرابع لنفس العام إلى اليوم بالرغم من دخول استحقاقات الثلاثة الأرباع لعام 2021م.
 
يقول السفياني في حديثه لـ"الساحل الغربي": "إن تأخر المستحقات المالية أجهدته كثيراً وأثرت على مستوى تحصيله العلمي، بحيث أصبحت السفارات أكثر دواماً له وزملائه من الجامعات وبات مصيرهم في مأساة الجوع الحقيقية".
 
توقف المستحقات
 
لم يكن تأخر المستحقات المالية هو ما قصم ظهر السفياني، ولكن توقف مستحقاته المالية هو الذي أنهك أمله المتبقي في العيش الكريم كباقي المبتعثين من الدول الأخرى.
 
يتابع السفياني حديثه لـ"الساحل الغربي"، تفاجأت بسقوط اسمي من استحقاقات الربعين الأول والثاني لعام 2020م  ولم يكن هناك سبب يبرر هذا الإجراء، وبالرغم من سلامة كل الوثائق والمستندات وحتى المستوى التعليمي عالٍ وبدرجة امتياز.
 
 
هذه الحادثة ضاعفت معاناة السفياني وجعلته يطرق أبواب العمل في أزقة موسكو والتي لم يجد فيها إلا بصيصاً يبقيه على قيد الحياة، بعد أن وقفت أسرته عاجزة عن مراعاته بقليل من المال أثناء فترة توقف مستحقاته كونها تكتوي بنار الحرب القائمة في محافظة الضالع اليمنية بين مليشيا الحوثي والقوات الحكومية المعترف بها دولياً.
 
وحصل "الساحل الغربي" على وثائق ومعلومات من السفارة اليمنية بموسكو تؤكد أن 113 طالباً سقطت أسماؤهم من المستحقات المالية للربعين الأول والثاني لعام 2020م، وبعد وقفات احتجاجية متتالية وتواصل حثيث مع وزارة التعليم العالي والحكومة اليمنية أعيدت أسماؤهم بموجب توجيهات من رئيس الحكومة وتبقى 6 طلاب من بينهم أنور السفياني. 
 
السفياني لم يكن الوحيد الذي يتجرع مرارة العيش في دولة الابتعاث، ففي إحصائية لوزارة التعليم العالي في اليمن، هناك 9300 طالب مبتعثين من قبل الوزارة في أكثر من 43 دولة يعانون من تأخر صرف مستحقاتهم المالية منذ الربع الثاني لعام 2020م.
 
كورونا يضاعف معاناة المبتعثين
 
كورونا هو الآخر زاد من وطأة الأوضاع المعيشية والصحية الصعبة التي يعانيها الطلاب اليمنيون في دول الابتعاث، حيث ألزمتهم الظروف الصحية في زمن كورونا الجلوس داخل المنازل، وحرمت الكثير من الطلاب ممارسة الأعمال البديلة التي تكسبهم قوت الحياة اليومية.
 
بصوت يخنقه البكاء يتابع الطالب أنور السفياني حديثه فيقول، من الصعب وصف المعاناة الحقيقية التي يعيشها الطلاب المبتعثون في دول الابتعاث، حيث أصبحنا بالكاد نتناول وجبة أو وجبتين في اليوم، من أجل توفير البقاء على قيد الحياة.
 
 
بدوره "عبدالعزيز الديلمي" طالب مبتعث في تونس يقول لـ"الساحل الغربي": "بعد أن فقدت أسرتي كل ما تملك في اليمن وصولا إلى بيعها كل الماعز من أجل مساعدتي في مصاريف المعيشة بسبب تأخر صرف مستحقاتنا المالية أضطررت إلى الاقتراض من زملائي العرب ما يبقيني على الحياة".
 
مناشدات
  
يلجأ طلاب اليمن المبتعثون في الخارج إلى إرسال أصوات معاناتهم المعيشية عبر السفارات والوقفات الاحتجاجية ووسائل الإعلام أملاً في تلقي إجابة.
 
من جهته مسئول في وزارة التعليم العالي، فضل عدم ذكر اسمه، أرجع أسباب تأخر صرف مستحقات الطلاب في الخارج إلى الوضع الاقتصادي المتدهور، الذي تشهده اليمن، الناتج عن الحروب العسكرية والاقتصادية التي تخوضها مليشيا الحوثي ضد الدولة، حد قوله.
 
فيما تظل سنابل أمل وأحلام الطلاب المبتعثين في الخارج ذابلة في ظل سنوات عجاف يلوكون أمعاءهم جوعاً، متمسكين بأمل قدوم غيمة تحمل إليهم نبأ صرف مستحقاتهم المالية وتمطر جدب قلوبهم الناتج من المعاناة حتى يتحين موسم حصادهم العلمي ويعودوا بخيراته إلى البلاد.

ذات صلة