أحوال الناس | في جوف صنعاء.. عوائل تتكدس في مستودعات بضائع

  • صنعاء، الساحل الغربي، يسرى حيران:
  • 12:27 2021/04/18

هذه ليست محلات تجارية، كما أنها ليست مستودعات يودع فيها التجار بضائعهم ويدخرونها إلى وقت تزايد الطلب عليها.. هذه المحلات ليست سكناً لعمال أو مجموعة من العازبين يلجأون للمبيت فيها بعد يوم شاق ومرهق من العمل. 
 
هنا في العاصمة صنعاء وفي هذه المحلات بالتحديد تقطن عوائل اضطرتهم ظروف البلاد والحرب وغلاء الأسعار للسكن فيها، أسر بكامل أفرادها، رجالا ونساءً وأطفالا يتراصون إلى جوار بعضهم كأعوادِ الكبريت بداخل هذه المحلات المزود بعضها بحمام والبعض الآخر لا حمام لها يضعون ستائر على أبوابهم في النهار منعا للتلصص أو إزعاج العابرين وطلبا لكمية محدودة من الهواء الذي يشعرون أنهم ما زالوا على قيد الحياة.
 
هذه الأسر كانت لهم حياتهم ينعمون بالدفء، وكانت لهم بيوت تقيهم الحر والبرد والفاقة، يعتمدون على أنفسهم ولا يحتاجون لأحد في تحصيل لقمة العيش، رأس أموالهم عزة نفوسهم لكنهم -اليوم- لم يجدوا بيوتا للإيجار في ظل التزايد المحموم لأسعار العقارات وزيادة أفواج النازحين.
 
 
هنا وفي هذه المحلات غير الصالحة للسكن تجتمع المخاوف والفقر والجوع والحوثي، مَآسي وحكايات أطفال يعيشون طفولة بائسة وفتيات بلا خصوصية يَلوكونَ الحرمان ويمضغونَ الشقاء، ارتضوا صيام الدهر، يفترشون الأرض ويَلتحِفُونَ السماء، وجوه شاحبة وبطون خاوية ينتظرون وافداً اسمه "رمضان"، لكنه تأخر هذا وتأخرت معه كل الأجواء الرمضانية، لكنهم ينتظرونه وحال لسانهم "نحن قوم كل أيامهم رمضان، ولكن لا حياة لمن تنادي".
 
هنا في صنعاء وفي شهر رمضان الذي لم يعد كريماً كما كان، أرامل وأيتام فقدوا كل معاني الحياة وأسبابها، وصنعاء لم تعد لطيفة معهم ورحيمة بهم، فقد توحشت طرقاتها واستذأب أبناؤها... أرامل وأيتام ونازحون ينتظرون معجزة تعيد للإنسان إنسانيته وكرامته في الوقت الضائع من الحياة.
 
.. المزيد 
 

 

ذات صلة