قـدَمُ «نجـاة».. طفلة من حيس قتلها الحوثي

  • الساحل الغربي، عبدالسلام القيسي:
  • 05:21 2021/03/17

أصيب 6 مدنيين، بينهم 4 أطفال وامرأة، مساء الثلاثاء 16 مارس/ آذار 2021م، في قصف شنته مليشيات الحوثي، على حي سكني في مدينة حيس جنوبي الحديدة. الضحايا هم: وهيب عبده رضوان البالغ من العمر 35 عاماً، وطفلتاه فاطمة، 9 أعوام، ونجاة، 12 عاماً، والطفلة أثير علي جياش، 5 أعوام، وشقيقتها أديان، 8 أعوام، ووفاء علي جمجم البالغة من العمر 30 عاماً. توفيت نجاة لاحقا متأثرة بإصابتها البليغة.

 
وللطفلة نجاة قصة، فهي فقدت، جراء القذيفة، قدمها.. نجاة أصبحت ليوم كامل منذ الأمس بلا قدم، وقدم نجاة يبكي وحدته ويدفن وحده بعيداً عن بقيته من نجاة ثم لحقت به اليوم.. 
 
تخيلوا نجاة قبلما القذيفة 
 
تفكر بفستان جديد وبدفتر وكراسة، إذا لم يكن الحوثي قد أعاق أبناء حيس من الدراسة، وتفكر بلعبة ربما كما كل أطفال العالم، وتفكر بشاشة تلفزيونية تشاهد كرتون الزمن الجديد.
 
هناك في حيس والحديدة وتربة الله السمراء، وأهل القلوب الرقيقة وأصدقاء الأرض ومنازلهم المبنية بالقش، كانت هذه الطفلة وهذه قدمها التي أمامكم أصيبت بقذيفة حوثية..
 
ومثلها كثيرات أصبن ولم يمتن مثلما نجاة، أقدام كثيرة ذهبت وحدها إلى المقبرة، فتخيلوا حالة كل طفلة مبتورة القدم والقدمين في أكثر الحالات ماذا سوف يقلن كلما عجزن عن فعل أي شيء وكلما تزوجن رفيقاتهن ليتنا متنا.. وستصاب كل طفلة ضحية القصف الحوثي بالموت المختلف: العيش بلا قدم.
 
يمكنه الرجل أن يعيش بلا قدم، فهو الرجل، وسوف يعيش بنصف طلاقة إذ هو رجل، لكن هذه الطفلة نجاة فضلت الموت على هكذا عيشتها في الغد؟
 
 
هكذا يفعل الحوثي باليمنيين، وهذه هي معاركه منذ سنوات ضد الأطفال والشباب والكهول والنساء، فالحوثي لم يبق بهذه البلاد فئة عمرية يمكنها العيش بطلاقة في المستقبل، ولذا يجب وبكل سرعة أن ننهيه، بسرعة.
 
قدم هذه الطفلة تسفّه وتعرِّي الأمم المتحدة التي تدافع عن الحوثيين في الحديدة، وصراخ الطفلة أين أين أين قدمي، يعني لا لاتفاق السويد يا شرعية.
 
ماتت نجاة، فاضت روحها إلى السماء، وبقيت هذه القدم شاهدة على الحوثي وعلى وحشيته.

 

ذات صلة