هذه الطرق التي طوَّعت جبال سامع بدأتها "نعيم" امرأة رائدة في ريف تعز الجنوبي (قصة مصورة)

  • سامع- تعز، الساحل الغربي، محمد السامعي:
  • 09:24 2021/03/14

على منحدر جبلي شديد الوعورة بمديرية سامع، رصَّ الأهالي الأحجار بعضها جنب بعض، لتغدو الطريق التي كان يصعب المرور عليها، سهلة ومثيرة للدهشة، بل أحد منافذ مدينة تعز المحاصَرة من قِبَل ميليشيات الحوثي.
 
فحينما غابت الدولة وتراجع دورها، برزت المبادرات المجتمعية للعلن، كما في ذاك الطريق الجبلي، حيث بدأ مجموعة من العمال في إصلاح إحدى عبَّارات السيل، وسرعان ما جذبت فكرتهم الآخرين لتتحوَّل إلى أحد المشاريع المجتمعية التي تفخر بها مديرية سامع الواقعة جنوبي تعز.
 
يصف سكان محليون لـ"الساحل الغربي"، طريق "الحصة"، بأنها كانت من أصعب الطرق في ريف تعز الجنوبي، وكان على السكان مهمة تطويعها لجعل مركبات النقل تعبُر بسهولة.
 
يقول أحد العمال، إنّ المبادرة كانت بدعم من نعيم الحوري، التي تبرعت بمبلغ مالي لإنجاز المرحلة الأولى، "إنه سلوك يعبر عن حضور المرأة بجانب الرجل في الجهود المجتمعية لخدمة السكان"، كما كان حافزاً لدفع الآخرين من سكان المديرية للمساهمة في إنجاز المشروع.
 
مبادرة إصلاح طريق في سامع بدأتها امرأة تفتح الباب أمام اصلاح عدة طرق
مبادرة إصلاح طريق في سامع بدأتها امرأة تفتح الباب أمام اصلاح عدة طرق
 
تمكنت المبادرة من إصلاح الأماكن الأكثر خطرًا، بمسافة تقدَّر بنصف كيلو وبعرض ستة أمتار، متوزعة على أماكن متفرقة، إلى جانب حفر وإصلاح عبَّارات لتصريف مياه الأمطار، لمنع المياه من تخريب ذاك الطريق الجبلي مستقبلاً.
 
وبانتهاء المرحلة الأولى قرر القائمون على المبادرة إطلاق مراحل أخرى لإصلاح الأماكن المتبقية في تلك الطريق التي شُقت في الثمانينيات، وكانت على موعد لرصفها قبل تسعة أعوام، لولا الأحداث التي شهدتها البلاد.
 
لكن المثير في تلك المبادرة، التي رعتها نعيم الحوري، أنها فتحت المجال للسكان للقيام بمبادرات عدة في مركز المديرية، واستهدفت طرقاً مختلفة كطريق الظهار، إضافة إلى طريقي منطقتي محصيص والخضراء.
 
باتت الطريق أحد منافذ مدينة تعز المحاصَرة من قِبَل ميليشيات الحوثي.
باتت الطريق أحد منافذ مدينة تعز المحاصَرة من قِبَل ميليشيات الحوثي.
 
ويعبِّر سائقو المركبات عن شعورهم بالرضا، فبعد أن كانوا يعانون من ضيق ووعورة الطريق، أسهمت عملية الرصف في تحسينها "كنا نقضي ساعات طويلة في هذا الخط في حال تعطّلت سيارة، حتى يتم إصلاحها، وفقاً لما قاله أحد السائقين.
 
يضيف: "كان السكان يعانون بسبب وعورة هذه الطريق"، في حال كان لأحدهم مريض، يصل إلى منطقة المدينة وقد ساءت حالته، فيما تشهد انقطاعاً يستمر لأسبوع، لكن اليوم أصبحت في أفضل حالتها.
 
 الطريق أزاحت الركود الاجتماعي، وعملت على خلق التعاون
الطريق أزاحت الركود الاجتماعي، وعملت على خلق التعاون
 
وقال أحد الموطنين ويدعى ’’نصر العيسائي‘‘، إن الطريق أزاحت الركود الاجتماعي، وعملت على خلق التعاون في أوساط المجتمع، وتحدث عن شفافية العمل والذي ساعد على النجاح، مضيفًا "هناك نجاح محقق أدى إلى إصلاح مشروع كنا نعتقد أنه من أصعب المشاريع، وكنا بأمسّ الحاجة إليه".
 
ويقول نشطاء اجتماعيون، إن هذه المبادرات تعزز روح العمل الجماعي، ومشاركة المجتمع في إيجاد وتنفيذ المشاريع كمسؤولية مجتمعية، بل إنها امتدت وتوسعت على اختلاف أرياف مدينة تعز، سيما في مديريات سامع، وصبر، وجبل حبشي، وأسهمت هذه المبادرات في إصلاح طرق عدة في مديريات جبلية.

ذات صلة