تهاميون يختفون فجأة ويعودون فجأة ولكن في صناديق أو مجرد صور!

  • الحديدة، الساحل الغربي، هبة حجري:
  • 02:44 2021/03/12

هل بقيت منطقة أو بلاد متعافية من الشر الحوثي ولم تدركها المليشيات بلعنة الدم والهدم وسرقة كل شيء من الحياة إلى الأحياء؟
 
.. الأحياء الذين يختفون فجأة في أحيائهم ومناطقهم، مثلما يعودون فجأة... ولكن في صناديق كأشلاء أو كبقايا.. أو مجرد صور وبعض من خرق خضراء.
 
في تهامة، شلال المواجع والمآسي يملأ الأرجاء.. خلال أسابيع قليلة يتداول الناس في باجل والمنصورية والزيدية والمراوعة الحكايات نفسها: 
 
اختفوا.. وعادت جثثهم.. أحياناً يحصل الأهالي على صور تُعلَّق في جدران المنزل أو تُرفع في مدخل الحي.
 
العشرات قُتلوا في جبهات مارب أو الجوف. لا أحد من الأهالي، تقريباً، كان يعرف هذا، أو أنهم في تلك الجهات البعيدة. لقد قيل لهم دائماً إن أولادهم في دورات ثقافية أو واجبات أمنية بسيطة في إطار الحديدة وتهامة.
 
لا توجد إحصائية بعد ولا يمكن استقصاء وتتبُّع الحالات وهي كثيرة في مناطق تخضع لسيطرة وتحكُّم المليشيات التي تحصي على الناس أنفاسهم هنا... وهناك.
 
لكن القصص لا تتوقف عن التداول والدوران في مديريات المحافظة. ويشكو أهالٍ، أيضاً، أنهم لم يحصلوا حتى جثث وجثامين أولادهم لدفنها. فقط قتلوا... "ابنكم شهيد" يقال لهم ولا شيء أكثر.
 
غررت المليشيات بالشباب والعمال والطلاب والموظفين والمزارعين والصيادين والعاطلين... حتى المرضى النفسيين لم يسلموا. وتكررت قصة المواطن "مقم يحيى كشع" والذي كان يعاني من حالة نفسية أعيد جثمانه إلى المنطقة في مديرية المنصورية، بعدما كان قد اختفى ولم يعثر له على أثر.
 
وأبلغ أهالٍ ومحليون في مديريات باجل والمراوعة والمنصورية والزيدية... وغيرها من محليات الحديدة، تحت سيطرة الحوثيين، عن اختفاء أو فقدان المزيد من أقاربهم وأولادهم، حتى أولئك الذين يعانون أمراضاً وحالات إصابة وقصور مختلفة بما فيها أمراض نفسية أو عُصابية.
 
في المقابل ينقل راصد محلي مع "الساحل الغربي" شكاوى آباء وأسر في اللُّحَيَّة والمراوعة من حرمانهم من حق استعادة جثث أولادهم لمواراتهم ودفنهم في قراهم، بعد تبلُّغ الأهالي بواسطة مشرفين حوثة بمقتل أولادهم إما في جبهات الحديدة أو في الجوف ومأرب وصنعاء.

 

ذات صلة