جامعة صنعاء.. اغتصاب السلطة المعرفية وتعيينات عنصرية خارج اللوائح
- صنعاء، الساحل الغربي، محمد بن حمير:
- 11:29 2021/03/01
ما يحدث اليوم في الجامعات الحكومية في صنعاء وغيرها من الجامعات التي تقع تحت سيطرة الحوثيين هو تجريف ممنهج ومقصود للجامعات، من خلال إفراغها من كوادرها المؤهلة، بالتضييق عليهم في كل شيء، وتعيين بدلاء جدد يدينون بالولاء للفكر الحوثي يضمنون ولاءهم والسيطرة على السلطة المعرفية التي لا تصب في صالحهم.
قال مصدر أكاديمي لـ"الساحل الغربي"، إن "تعيين الحوثيين أكثر من ستمائة أستاذ جديد في جامعة صنعاء وغيرها يدينون لهم بالولاء، دليل كافٍ على فصل قبيح مليئ بالعنصرية".
وأضاف إنه تم "تعيين أغلبية عظمى من الهاشميين الذين لا تنطبق عليهم شروط ولوائح التعيينات؛ فأغلبهم بين راسب في مواد، ومتجاوز للعمر، ومن جرى تعيينه في درجة غير معلن عنها، وآخرون غير محتاجين لهم في الأقسام، وبين تعيين خريجي أقسام في أقسام أخرى كأن يعين خريج علوم قرآن في قسم اللغة العربية... وهكذا".
وأكد، "أن كثيراً من المعينين لا يمتلكون شهادة ماجستير أو دكتوراه، وبعضهم مضى عليه أكثر من عشر سنوات لم يتم الماجستير".
المصدر ذكر أن "قسماً واحداً من أقسام كلية الآداب عُيّن فيه تسعة كلهم هاشميون ولا تتوافر فيهم الشروط"، مؤكداً أن "هذا الإجراء العنصري القائم على الفرز وتعزيز فكرة الطبقية يكشف عن مدى إلغاء فكرة المواطنة وحق كل اليمنيين في الالتحاق بفرصة عمل بالنظر إلى كفاءة العمل والعلم لا إلى النسب".
وبحسب المصدر فإن الحوثيين "يتعمدون إعادة فكرة الاستحواذ على التعليم الجامعي وقصره عليهم، بينما يظل اليمنيون حرفيين أو مزارعين يلتجؤون إلى سلطتهم الناهبة تحت مسمى الدين والعلم الذي سيصبح مكرساً فيهم ومستحوذاً عليه من قبلهم".
ويرى المصدر أن "الأخطار المستقبلية المتوقعة من وراء هذه القرارت التعسفية العابثة كثيرة، ولعل من أبرزها تجريف المواطنة، وتوسيع الشرخ الاجتماعي والفوارق الطبقية والتأسيس لصراع دموي قادم لن يقبل بهكذا وضع، إضافة إلى خلق دولة دوغمائية تريد إلغاء التنوع والتعدد بحصر الناس في دائرة فكرية واحدة".
واختتم المصدر بالقول: "من يسأل اليوم عن حال جامعاتنا؟ فليعلم أنها من سيئ إلى أسوأ.. أما كيف أصبحنا فيها.. ببساطة أصبحنا في الحضيض".