خرج ليطعم أطفاله فعاد اليهم بدون عقل وجريحا بلغم حوثي - (قصة إنسانية)

  • الساحل الغربي - خاص
  • 12:00 2020/04/22

خاص - منبر المقاومة - منية عبدالله مع حلول منتصف العام 2017 كانت قوات المقاومة المشتركة على مشارف قرية الرمة وكانت المواجهات على أشدها مع مليشيات الحوثي، اضطر محمد دربوش (45 عاما) وأسرته للنزوح الى مدينة المخا وبعد تحرير قريتهم عادوا بفرح وأمل في مواصلة حياتهم الطبيعية من جديد بعيدا عن رعب سيطرة المليشيا، لكن جماعة الحوثي كانت تخبئ لهم فصلا آخر من الجحيم تحت الارض، إذ تفاجأوا بتحول قراهم ومزاعهم وطرقاتهم الى حقول ألغام.
 
كانت الفرق الهندسية التابعة للمقاومة المشتركة قد شرعت في تفكيكها الا أنها كانت من الكثرة بحيث يصعب على الفرق معرفة مواقع انتشارها بالإضافة إلى أن مليشيات الحوثي تعمل على تمويه وإخفاء ألغامها و وضعها في أماكن لا تخطر على بال احد، وهو الامر الذي ضاعف سقوط الضحايا المدنيين من أبناء المنطقة، وكان محمد دربوش أحدهم حيث أصيب في انفجار لغم حوثي افقده عقله ومن ذلك الحين أصبح عاجزا عن إعالة أسرته. في نهاية 2017 كان محمد دربوش ذاهبا لشراء الطعام لأطفاله من سوق يختل القريب من القرية، كان بصحبة مجموعة من جيرانه، وقد استقلوا سيارة على الطريق وبينما يسيرون بسلام وأمان، فجأة دوى انفجار لغم أرضي مضاد للمركبات تحت الأطار الاخير ليقذف بالسيارة ومن فيها الى خارج الطريق. وجد محمد دربوش نفسه ملقى على وجهه بين الرمال الساخنة، عاد اليه بعض وعيه فتأكد أنه ما يزال حيا ولم يحدث له سوى جروح طفيفه، فنهض للبحث عن رفاقه وكان الجرح الأكبر بانتظاره، شرع بالبحث وسط سحابة الدخان والغبار التي ما تزال تحلق فوق مكان الانفجار، و على بعد خطوات منه كان صديقه وابنه الصغير يرقدان جسدين ممزقين ومحترقين. لم يحتمل دربوش فظاعة ورعب ذلك الموقف فودع عقله في ذات المكان ورجع الى بيته صامتا، فقد أصيب بالجنون ومرض السكر وحالة نفسية مستعصية ليخلف أسرة من أربعة أطفال وزوجة بلا عائل أو أي مصدر للدخل.
 

ذات صلة