"وان قام يحيى بايقوم القردعي"

  • صنعاء، الساحل الغربي، نشوان العقبي:
  • 09:09 2021/02/20

براءة اختراع إقليمية
 
في 17 فبراير/ شباط أطلقت أشرف رصاصة يمنية في جسد الإمام التافه ، هو يوم الجرأة ويوم العزة ، اليوم الذي كسرت فيه خرافة الإمام المقدس الذي لا يقتل صاحب الكرامات وسيد النار وصاحب الحصانة الإلهية والوصاية على الجن والماسك بزمام الشياطين ،
 
ثورة الدستور
 
قام مجموعة من قيادة الدولة بإعداد دستور للبلاد التي كان دستورها الكاهن وقاموا بالتخطيط للإطاحة بالنظام الكهنوتي وسلطة الجوع والفقر والمرض ، 
وانتدبوا لها كما قال البردوني في إحدى قصائده :
 
أكبر القوم للأمور الكبيرة 
 
الصورة الوحيدة المعروفة والمتوارثة للشيخ الثائر علي ناصر القردعي
الصورة الوحيدة المعروفة والمتوارثة للشيخ الثائر علي ناصر القردعي
 
إنه القيل الحميري علي ناصر القردعي صاحب الرأس الناشف والزند الكاسر والأنف المبتورة التي أخذها أحد النمور قبل أن يقتلع رأسه بجنبيته الحميرية وهو يردد بملء صوته الجهوري :
 
انت نمر وانا نمرْ
وملعون منا من يفرْ
 
خرج القردعي في مثل هذه الليلة ليلة 17 من فبراير الخالدة من بيته يحمل بندقيته وما تبقى من أنفه التي استعصت على نمور البراري وهو يردد :
 
واحنا عزمنا برايش يا الحيود السناد
حكم الإمامة برى جسمي وسم الفؤاد
لابد ما نبلغ المقصد ونيل المراد
لاما حظرتها فما انا نسل مسعد عباد
 
1948م
 
العالم بعد هذا العام غير العالم  قبله ففيه أنتهت الحرب العالمية الثانية وارتفع جدار برلين ، وقامت دولة الإحتلال ، وفيه أكمل الكاتب العالمي جورج أورويل كتابة روايته التي حملت الإسم 1984 ، وفيه أطلقت أشرف طلقة يمنية في جسد الإمام.
 
لقد سبق اليمنيون الشرق الأوسط فكان لهم الشرارة الأولى بإشعال نار الثورة في المنطقة فقبلها كانت الثورات بعدد أصابع اليد الثورة الفرنسية وثورة أمريكا والثورة البلشفية ،  وأخيراً ثورة الدستور أو الثورة القردعية كمقدمة طللية للسيل الثوري الذي تدفق في 1952 ليجرف بعدها قوى الإستعمار وعروش الرجعيات ويحطم حواجز التخلف والجهل في العالم.
 
أخيراً  وليس الأخير
 
ستبقى الذاكرة اليمنية مليئة بالنقوش المكحلة بالدم والعرق والتضحية التي سطرها الأبطال عبر التاريخ شاهدة على يقضة اليمني الذي لا يهدأ ولا يهادن السلالة من القردعي إلى الثلايا إلى اللقية والعلفي والهندوانة إلى علي عبدالمغني والسلال وعفاش وخالد الدعيس وإلى آخر جندي يقاتلهم في الساحل أو في مكان آخر وكما قال الشهيد خالد الدعيس :
 
وإن قام يحيى بايقوم القردعي
وكل قبيلة باتقوم جدها 
 

 

ذات صلة