تحدثا عن المغامرة و كوابيس تراودهما ليلا.. «صُهيب» و «شام» الحربي أصغر شاهدين أفلتا من قبضة الحوثيين (فيديو)
- تعز، الساحل الغربي، عبدالصمد القاضي/ تحرير- عبدالمالك محمد:
- 12:17 2021/01/30
بعد أن أثخنت المليشيات الإرهابية بالحيمة شمال تعز، كان مفيد الحربي والد الطفل صهيب ذو الأربع سنوات هو بطل معركة الوادي، ولما سقطت البلاد ضاع مفيد من بين أيدي المليشيات ولم تستطع القبض عليه كأخويه، مما جعلها تبحث عن طفله كرهينة ليسلم مفيد الحربي نفسه، وحاولت المليشيات الوصول إليه، لكن عندما علمت والدته بالأمر قالت لن تسلمه وفرت به مع ابنتها الصغيرة الى مدينة تعز.
لن ينسى اليمنيون القصة المُرعبة، ويبدو أن بطلها صهيب سيستغرق وقتاً طويلاً ليوقن بأنه نجا؛ فعلى الرغم من أنه بات أبعد ما يكون عن الوحوش التي حاولت الإمساك به لالتهامه، كما كان يفكر ربما، فإنها لا تزال تطارده حتى الآن على هيئة كوابيس وفوبيا تدفعه إلى البكاء دائماً، تشاطره العناء -وإن بدرجة أقل- أخته شام.
عاش صهيب وشام (كلاهما أقل من 10 أعوام) وأمهما لحظات عصيبة أثناء الحصار والقصف الحوثي على منطقة الحيمة، حالهم في ذلك حال مئات الأسر القروية القاطنة في ذاك الوادي الخصب، لكن ذعراً خاصاً داهمهم حينما أفصح أولئك المسلحون المنتشرون في كل مكان عن نيتهم في خطف صهيب كرهينة عن والده مفيد الحربي، وباشروا باعتقال رجال وشباب القرية بالفعل.
وعندما طوّقت المليشيات منزل الحربي في 14 يناير/كانون الثاني 2021، كانت الأم قد تسللت مع الطفلين إلى منزل مجاور، وراحت بفؤاد فارغ تحفر مسلكاً للهروب من آل فرعون المرحلة.
تروي شام ما حدث: «غادرنا القرية ليلاً، بقينا نمشي في الظلام حتى لا ينكشف أمرنا، وكانت أمي تحمل صهيب النائم، بينما أحاول أنا المضي إلى جوارها، حتى وصلنا إلى إحدى القرى».
استمرت رحلة هروب الأسرة ثلاثة أيام اجتازوا خلالها الجبال والمنحدرات
ما لم تكن شام ولا أمها تعلمه وقد أصبحوا في القرية المجاورة، هو أن الحوثيين داهموا المنزل وأخذوا اثنين من أعمامها إلى جهة لا تزال حتى اللحظة مجهولة.
استمرت رحلة هروب الأسرة ثلاثة أيام متواصلة، اجتازوا خلالها الجبال والمنحدرات متنقلين من قرية إلى أخرى، وعندما وصلوا مدينة القاعدة تعيّن عليهم اختراق السياج الحوثي الذي يطوق مدينة تعز.
تضيف شام بصوت مرتبك: «ونحن في السيارة خبأنا أخي صهيب عند الأقدام حتى لا يراه الحوثة في نقاط التفتيش».
«ونحن في السيارة خبأنا أخي صهيب عند الأقدام حتى لا يراه الحوثة»
في مدينة تعز اجتمع صهيب وشام بوالدهما مفيد، ومع أن ذلك خفف كثيراً من روعهما، إلا أن تفاصيل التجربة القاسية تلك لم تبرح، بطريقة وأخرى، تلاحقهما حتى الآن.
يوضح ذلك مفيد بقوله: «أصيب الطفلان بصدمة نفسية حادة. لقد أصبحت التجمعات البشرية، وخصوصاً المسلحين، تسبب لهما الشعور بالذعر، لدرجة أنهما يبكيان بلا توقف، بل ويستيقظان من النوم ويصرخان بفزع: جاء الحوثي وين نختبي؟».