الاعتداء الباليستي على عدن أصاب غريفيث أيضا
- الساحل الغربي، أمين الوائلي:
- 03:28 2021/01/08
بينما تأخذ زيارات مارتن غريفيث وقتا أطول ويقضي في ضيافة الانقلابيين أياما في معظم رحلاته إلى صنعاء، لم تكلفه الرحلة إلى عدن سويعات، ولم نكد ننتهي من تحرير ونشر خبر وصوله حتى كان مكتبه يسبقنا إلى نشر بيان صحفي حول اختتام زيارة المبعوث الأممي إلى عدن وفعاليات لقاءاته مع الحكومة والوزراء والمحافظ والمسؤولين.
مضمون ولغة البيان الذي عممه مكتب "المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، السيد مارتن غريفيث"، خلى من كل شيء تقريبا، وملأته نبرة التشاؤم الثقيلة، بالإشارة المؤكدة والمكررة إلى ما فعله الهجوم الإرهابي واستهداف الحكومة ومطار عدن لحظة وصولها.
في ضوء بياني مكتب المبعوث عقب لقائي الأربعاء والخميس تباعا مع الرئيس هادي في الرياض والحكومة في عدن، هيمن عنوان الاعتداء الإرهابي وتراجع الاهتمام بإبراز مقولات غريفيث الأثيرة حول مسودة الاعلان المشترك وانعقاد أو استئناف طاولة المفاوضات لإبرام صفقة السلام.
خلال الأيام الأخيرة زاد غريفيث من إظهار التعاطف مع الحكومة والتنديد بالهجوم، من دون أن يتخلى عن إظهار الحرص على استئناف مسار السلام والعملية السياسية المفضية إليه، ويوم الخميس لدى مغادرته عدن كان يكرر الأسف والتذمر جهة "الاعتداء المريع" و "الهجوم الكارثي"، ونص بيانه للمرة الأولى على "التداعيات السياسية" للهجوم الإرهابي، إنه يستشعرها الآن، وعلى عجل أورد "شددت على ثبات التزامنا بدعم اليمن في في إنهاء هذا النزاع بشكل شامل ومستدام عبر تسوية سياسية يتم الوصول إليها عبر التفاوض."
وفقا للبيان: في الاجتماع الذي عُقدِ بين المبعوث الخاص ورئيس الوزراء، معين عبد الملك، كرر غريفيث إدانته الشديدة للاعتداء المروع الذي استهدف أعضاء الحكومة اليمنية فور وصولهم إلى مطار عدن والذي تسبب في مقتل ما لا يقل عن 25 مدنيًا بمن فيهم مسؤولون حكوميون وثلاثة من موظفي الإغاثة الإنسانية التابعين للجنة الدولية للصليب الأحمر.
وقال غريفيث: "إنَّ الهجوم الذي استهدف أعضاء الحكومة في عدن هو اعتداء كارثي، ليس فقط بسبب ما خلفه من ضحايا مدنيين، بل لما له من تداعيات سياسية تهدد بإشاعة حالة عميقة من انعدام الثقة.
هذا لا يبدو بعيدا عن النص المطول الذي أوردته يوم الأربعاء وكالة سبأ منسوبا للرئيس الهادي وسمعه منه غريفيث الذي كان يحدوه الأمل بتحريك دولاب التفاوض ومسودة الاتفاق وصفقة السلام الغامض أو الغامضة، وقوبل بلافتة كبيرة عنوانها الالاستهداف الإرهابي الوحشي للحكومة وقصف مطار عدن.
قال هادي: إن الحوثيين لا يريدون السلام، وإن تطلع اليمنيين للسلام يقابل بتمادي وعنجهية مليشيا الحوثي الانقلابية، التي لا تريد سلاماً، وتعمل على تنفيذ الأجندة الإيرانية في زعزعة الاستقرار في اليمن والمنطقة، مكررا الاستشهاد حول السلوك العدائي للمليشيات المتجسد في استهداف المدنيين: كان آخرها استهدافها لمطار عدن المدني وللحكومة والمدنيين في عمل إرهابي غادرٍ وجبان.
إلى هذا كله، أشار بيان المبعوث يوم الخميس: "ناقشت مع الحكومة اليوم فرص عملية السلام"، في صيغة شديدة التحفظ وكأنها تجيء من شك سحيق، وكأنها نعي جنائزي لأية فرصة.
إنما لنتذكر فقط أن غريفيث تتبقى لديه أسلحته الاستراتيجية التي يستخدمها في كل مرة وجولة لحسم النتيجة لصالحه ومكاثرة الفرص أمام المليشيات، وهي الاستعانة بخدمات وفاعلية الضغوط الرسمية المتحفزة في كل من لندن وواشنطن، وفي الأولى أكثر وأوكد.