2 من ديسمبر

  • الساحل الغربي، أمجد قرشي:
  • 09:30 2020/12/08

كثيرون هم أبطال انتفاضة ديسمبر الذين يغيبون عن التناول العام، وتبقى مآثرهم فريدة بفرادة تضحياتهم.. شهداء أكانوا أم أسرى أم مقاتلين، يواصلون مسيرة نضالهم في الميدان إلى جوار قائدهم العميد طارق محمد عبد الله صالح.
 
محمد محمد عبد الله صالح وعفاش طارق صالح.. اثنان من هؤلاء الأبطال الذين كانت لهم جولة سامقة من التضحية والشجاعة بكل رجولة واقتدار، لولا الإصابات التي تعرضوا لها واختطافهم من المستشفيات إلى سجون المليشيات.
 
يغيب محمد وعفاش حين تحضر المناقشات عن تبادل الأسرى وتغفلهما المنظمات التابعة للأمم المتحدة، حيث يمنع أهلهما حتى مجرد التواصل معهما تلفونيا أو زيارتهما، في تجاوز حوثي لئيم لكل المواثيق الدولية والقوانين الإنسانية في هذا الجانب.
 
 
مقاتلان رفعا بنادقهما في وجه مليشيات الإمامة في ذروة توحشها وقوتها، وكانا إلى جانب الأبطال المقاتلين في صنعاء رفاق بندقية وزملاء كفاح وثورة ولم يكونا، بحكم مكانتهما، قياديين أو يدعيان قيادة، بل محاربان جمهوريان في معركة أسطورية التفاصيل.
 
 
كان محمد محمد عبد الله صالح قائداً لقوات مكافحة الإرهاب، وعمل بكل مهنية واقتدار بالتنسيق والتعاون مع قيادات الدولة العسكرية والأمنية على بناء هذه الوحدة النوعية وتأهيل منتسبيها لتكون طلقة رصاصة في صدر الإرهاب وتنظيماته المارقة، غير أن مؤامرات التفكيك طالت هذه القوة، لكن القائد ثبت على عهده وحمل بندقيته ودافع عن وطنه وجمهوريته حتى أصيب وأصبح عاجزاً عن القتال.
 
 
وكذلك كان عفاش طارق، الضابط الشاب الذي عاد إلى بلاده بعد حصوله على مؤهلات وخبرات عسكرية، لم تتَح له الفرصة لينفذها كقائد، غير أنه هو الآخر كان وفياً لجمهوريته وبندقيته، فقاتل جحافل الإمامة بشجاعة فارس وصمود قائد مهاب حتى تعرض للإصابة التي حالت بينه وبين مواصلة المعركة.
 
انتفاضة ديسمبر شهدت معارك وبطولات وتضحيات وطنية عظيمة كفيلة الأيام بتدوينها للتاريخ وللأجيال، وكل مقاتل شارك في هذه الانتفاضة هو مفخرة لكل الوطنيين ولأهله وللشعب بشكل عام.

ذات صلة