الطفل دين ناصر: فقدت ذراعي بقذيفة حوثية قتلت "حماس" و"إسلام"

  • تعز، الساحل الغربي، عبدالصمد القاضي:
  • 05:31 2020/12/08

اعتاد الطفل دين أن يعمل كسند بجانب والده لإعالة الأسرة وتوفير احتياجات المنزل المليء بالأطفال. ترك المدرسة مبكراً ليحمل هم الكبار.
 
يوم 30 نوفمبر كان حي المفتش بمنطقة عصيفرة شمال مدينة تعز على موعد مع قصف مدفعي حوثي خلف مجزرة قتل فيها طفلان وجرح 9 كان الطفل دين أحدهم.
 
فقد دين ناصر حسن (14 عاماً) ذراعه اليمنى التي بترت بشظايا قذيفة حوثية سقطت على الحي السكني شمال مدينة تعز.
 
الطفل دين ناصر حسن، قال لـ(لساحل الغربي)، قبل سقوط القذيفة كنا نتجهز للذهاب للعمل، فكل منازل الحي شبه متلاصقة مع بعضها البعض وأغلبها عبارة عن بيوت من الزنج والخيام "صنادق"، ومساء الاثنين الساعة الثالثة عصراً سقطت قذيفة هاون على الحي، فمن قوة الدفع بعثرت تلك المساكن لتسقط في بيت حمزة سعيد قائد وتطايرت شظاياها، صوت الحطام امتزج مع صوت صراخ النساء والأطفال.
 
أصيب دين في اليد اليمنى وجزء صغير في بطنه، ويضيف: أصيب البعض في بيته ولم يعرف المسعفون عنهم إلا بعد أكثر من نصف ساعة.
 
بعد دقائق من سقوط القذيفة الأولى سقطت القذيفة الثانية على بعد أمتار من الحي نفسه، أسعف جميع الضحايا إلى مستشفى الثورة.
 
يقول دين، إنه حين تم إسعافه وضعوا يده المتضررة على صدره وهو مغشي عليه حتى وصول المشفى، وضعوا عليه بعض المواد المخدرة لإيقاف نزيف الدم، ثم لفوا شاشا أبيض حول يده لعلها تتماثل للشفاء، لكن لا فائدة فالأطباء يقولون إنه من الضروري بترها فقد تقطعت كل الأوردة وانكسر العظم بالكامل فمن المستحيل أن يجبر العظم، بعد تعرضه الشديد للضربة.
 
بداية الأمر رفض "دين" بتر يده اليمنى والتى يقوى بها في عمله، لكنه لم يعد يدري ما سيفعل بيد مبتورة، ثم سأل نفسه: كيف سيعمل بدون ذراع؟
 
تقول والدته: كان دين يستعد للتوجه للعمل، لكن قذيفة حوثية منعته من ذلك، عصر ذلك اليوم سقطت القذيفة الأولى في ساحة تضم الكثير من المساكن، قتلت فيها الطفلة حماس حمزة (9 أشهر) والطفلة إسلام فكري (5 أعوام)، وكان دين من ضمن الجرحى لكنه أكثرهم تضرراً، الانفجار كان قوياً حتى هز السكن.. خرج الناس والمسعفون لإنقاذ الجرحى وإذا بقذيفة أخرى تسقط على بعد أمتار.
 
تضيف الأم: وصل دين مستشفى الثورة ويده معلقة بالجلد، أما عظمه فقد تهشم بالكامل.. قال الأطباء من الضروري بتر ذراعه من فوق المرفق.. فكرت بأسى: بدون يد من المستحيل أن يطلبوه للعمل سيقولون كيف سيعمل بدون ذراع؟!!
 
جرائم المليشيات الحوثية مستمرة في حصد أرواح الأبرياء ومراكمة المآسي في تعز وفي كل بيت وحي هناك ضحايا لا أحد يعرف عنهم شيئاً.

ذات صلة