تحقيق لـ"منبر المقاومة" يكشف حقائق صادمة.. فساد مليشيات الحوثي يدخل "كورونا" الى اليمن من الباب الخلفي..!
الساحل الغربي - خاص
12:00 2020/04/04
"سيدخل الوباء من صعدة" بهذه الجملة بدأ زيد مسفر الكودة حديثه عن عشرات المغتربين ممن يعودون يوميا عبر المنطقة الحدودية بين المملكة العربية السعودية واليمن مستخدمين طرق غير رسمية.وأضاف الكوده لـ "منبر المقاومة" أن عناصر المليشيات يرصدون بشكل دقيق جميع الداخلين عبر هذه الطرق ويسمحون لهم بالعبور ثم يقومون بابتزازهم.
زيد مسفر 29 عاماً، الذي دخل اليمن قادما من السعودية في 24 مارس الماضي دفع 300 ريال سعودي لمندوب المليشيات بعد وصوله إلى منزله بثلاثة أيام .وبحسب زيد فإن جميع من دخلوا معه بنفس الرحلة ،7 اشخاص، دفعوا لمشرفي المليشيا مبالغ مالية ولم يخضعوا لأي نوع من الفحوصات أو الحجر الصحي، مقابل السماح لهم بالبقاء.خلال النصف الآخير من شهر مارس الماضي عبر الاف الاشخاص الحدود اليمنية السعودية والعمانية عبر المنافذ الرسمية وغير الرسمية و وصلوا إلى منازلهم دون أن يخضعوا لأي نوع من الفحوصات أو الحجر الصحي لمعرفة ما إذا كانوا مصابين بفيروس كورونا أم لا.زيارة فندقيةفي فندق بحي دارس شمال العاصمة صنعاء إقتحم ثلاثة من عناصر مليشيا الحوثي إحدى الغرف بعد أن عرفوا أن المقيمين قادمين من السعودية وقد تمكنوا من الوصول إلى العاصمة عبر التهريب.يقول منصور الوصابي 22 عام وهو عامل في استقبال الفندق، في البداية طلبوا اصطحابهم إلى مركز الحجر لكن بعد دقائق خرج الحوثيون بمفردهم.المغتربون وعددهم ثلاثة أشخاص أخبروا منصور الوصابي "إسم مستعار" بأنهم دفعوا للحوثيين 1500 ريال سعودي مقابل إعفائهم من الذهاب إلى مركز الحجر.القصة لم تنتهي هنا، لقد عاد الحوثيون في اليوم التالي إلى نفس الغرفة وحصلوا من نفس الأشخاص على 1000 ريال سعودي وكرروا الزيارة في اليوم الثالث ما أضطر المغتربين القادمين من السعودية إلى ترك الفندق والسفر إلى قراهم.مصير مجهولالإحصائية الصادرة من وزارة الصحة التابعة لمليشيا الحوثي في صنعاء تشير إلى أن عدد العائدون من دول موبوءة بفيروس كورونا خلال النصف الأخير من شهر مارس بلغ 4019 شخص, منهم 2295 شخص يخضعون للحجر الصحي، لكنها لا تعرف مصير 1724 شخص.هؤلاء الاشخاص مروا من النقاط المشتركة "أمنية صحية" لجماعة الحوثي الإنقلابية بدليل أنه تم رصدهم لكنهم لم يخضعوا للحجر الصحي ولا تمتلك المليشيا أي معلومات عنهم مثل مكان الإقامة أو أرقام هواتفهم أو أي معلومة تدل على الأمكان التي عادوا إليها.وعندما وجهنا لهم سؤال كيف مروا من النقاط رغم التشديدات؟ أجابوا بان النقاط حصلت منهم على أسماء وأرقام تلفونات وهمية ، إجابات الحوثيين غير مقنعة، فمن خلال المشاهدة للصحفي لا يمر أي مسافر أو عابر للنقاط إلا بعد أن تاخذ عناصر الحوثي جواز السفر أو البطاقة الشخصية ويتم تصويرها ومن ثم إعادتها لصاحبها حتى بعد الإعلان عن إغلاق المنافذ الحدودية نهئيا.تبليغ وابتزازغرفة العمليات التي شكلتها وزراة الصحة التابعة للمليشيا في العاصمة صنعاء إستقبلت 753 بلاغ عبر رقم مجاني خصصته للتبليغ عن أي شخص قادم من الخارج عبر التهريب أو لم يخضع للحجر الصحي.وخلال فترة إستقبال البلاغات "17 _ 29مارس" فترة الرصد توصلت فرق المتابعة والاستجابة السريعة إلى 37 شخص فقط من ضمن 753 تم الإبلاغ عنهم، بينما 716 شخص لم يتم التوصل إليهم وهذا عدد غير منطقي خاصة وكشوفات البلاغات تحتوي على إسم المبلغ عنه ومكان إقامته وإسم عاقل الحارة وفي بعض البلاغات مرفق رقم التلفون الخاص بالمبلغ عنه.هذه الأرقام تثبت أن هناك عمليات إبتزاز وتساهل متعمد من قبل المليشيا مع القادمين من الدول العربية المجاورة مقابل الحصول على أموال منهم، فالفارق بين عدد البلاغات وعدد من تم فحصهم وإدخالهم الحجر الصحي كبير جدا وغير منطقي.إبتداء من يوم 13 مارس الماضي حتى تعليق الرحلات الجوية إلى مطار عدن في تاريخ 17 مارس، إستقبلت اليمن 574 مسافر عبر أكثر من رحلة قادمة من مصر بحسب بيانات طيران اليمنية، من ضمن هؤلاء المسافرين عبر العشرات النقاط المشتركة الحوثية ووصلوا إلى ديارهم دون أن يخضعوا لأي نوع من الفحص أو الحجر الصحي.يقول مجاهد محمد "إسم مستعار" لكاتب التحقيق أنه غادر عدن يوم 16 مارس وكان قد وصل من القاهرة وتم توقيفه في مديرية الحوبان الخاضعة لسلطة المليشيا، وطلبوا منه الدخول في حجر صحي بعد أن تم تفتيشه والإطلاع على جواز السفر ومعرفة الوجهة التي قدم منها وتاريخ القدوم.لكنه إستطاع التخلص من الحجر، لقد دفع 25 الف ريال لأحد أفراد النقطة الذي ساعده على المرور دون أن يخضع لأي إجراء، حد قوله.مجاهد أضطر إلى تغيير السيارة التي نقلته من عدن في مدينة القاعدة، ويضيف "كان عددنا سبعة مسافرين قادمين من مصر بينما باقي الركاب فوق الباص كانوا قادمين من عدن ، وقد اضطرينا إلى التوقف في مدينة القاعدة وتفرقنا، كل واحد من السبعة استقل باص من العاملات في نقل المواطنين من القاعدة إلى مدينة إب".وعلى مدخل مدينة إب أظهروا بطائقهم الشخصية واخبروا النقاط المشتركة أنهم قادمين من مدينة القاعدة وهكذا ودخلوا المدينة التي لم تكن حينها قد دشنت خدمة الحجر الصحي .حيث لم تقم المليشيا الحوثية بإقامة مراكز للحجر الصحي في مدينة إب إلا في يوم 18 مارس أي بعد أن تم إغلاق مطار عدن، ما يعني أن الكثير من القادمين من الخارج قد وصلوا ديارهم.ومنذ ذلك التاريخ أنشأت المليشيا عشر نقاط صحية وامنية على منافذ المحافظة لاستقبال القادمين من الخارج عبر محافظات المهرة وحضرموت وعدن حيث أن الكثير من المسافرين يفضلون القدوم عبر محافظة إب من طريق البيضاء تجنبا للإقتراب من مناطق المواجهة في مأرب والمناطق المشتعلة في جبهة البيضاء.وحتى كتابة التحقيق تبين الإحصائيات في مكتب الصحة بمحافظة إب أن عدد المسافرين ممن يخضعون للحجر الصحي في أثنين فنادق إستاجرتهم المليشيات لهذا الغرض لا يتجاوز عددهم 57 شخص بينما يتوافد بشكل يومي عشرات المسافرين القادمين من المنافذ خاصة ممن تمكنوا من الدخول إلى اليمن بطرق غير رسمية أو ممن عبر منفذ الوديعة رغم قرار الإغلاق حيث أصدر رئيس الهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل البري “علي محروق” في يوم 30 مارس مذكرة إلى ادراه ميناء الوديعة البري على ضوء توجيهات نائب وزير النقل، طالب إدارة الميناء طالب بالتوضيح عن أسباب عدم الإلتزام بإغلاق الميناء أمام المسافرين الداخلين والخارجين.إستهتار وتساهلفي أمانة العاصمة صنعاء حيث أعلنت المليشيا تجهيز عدد من مراكز الحجر الصحي إقتحمت عدد من العناصر الحوثية تحت مسمى لجنة الاستجابة السريعة مساء الأحد الماضي منزل المواطن صلاح الحنشي في منطقة النهظة وإقتادته إلى مركز حجر، بحسب حديثهم أثناء مداهمة المنزل.لكنه بعد يوم فقط عاد إلى منزله رغم أنه لم يمر على قدومه من المملكة سوى سبعة أيام .صالح أخبر جيرانه "انه تصرف" مع المليشيات حد تعبيره في إشارة إلى دفع مبالغ مقابل ترك سبيله.في ظل هذا الإستهتار وإبتزاز المواطنين يتوقع أطباء ومختصين ومنظمات صحية عالمية بحدوث ما يشبه إنفجار للوباء في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية ومنها إلى مناطق سيطرة الدولة.حيث تستغل المليشيا قضية الحجر الصحي لإبتزاز المواطنين القادمين من الخارج في إستهتار بارواح الناس وتساهل في الحرص على عدم تطبيق الحجر الصحي على جميع الوافدين حتى يتجاوزوا فترة الخطر المحددة بـ 14 يوم.