أنت يا مارب
05:53 2020/11/29
ها أنا جئتُكِ حُبًّا وفداءَ
فاقبَلي بُخْلي، وسَمّيهِ عطاءَ
نحن لا نُعطيكِ يا مأْربُ، ما
هُوَ شيءٌ، عندما نُعطي الدَّماءَ
ليتَنا نَقْدرُ تقديمَ السَّما
لكِ، حتّى لا نُسَمّى بُخلاءَ
نحن لو نَقْدرُ أنْ نُعْطيكِها
لم يكُنْ ذلكَ فضلًا، بل جزاءَ
أنتِ يا مأْربُ، يا حارسَنا،
برجالٍ ناطحوا الأُفْقُ إباءَ
هُم يدُ اللّهِ إذا ما بَطشوا
وإذا ما رفعوا عنّا البَلاءَ
وهُمُ جبريلُ إنْ قالوا، وإنْ
سَكتُوا كانوا جِبالًا وفضاءَ
أنتِ يا مأْربُ، يا حارسَنا،
برجالٍ قاسموا الموتَ القضاءَ
نحن لا نفديكِ، إذ نفديكِ بل
نحن نفدينا ونفدي الكبرياءَ
نحن نفدي اليَمَنَ الخارجَ مِن
فمِها التأريخُ فوزًا وغِناءَ
نحن لا نفديكِ يا مأْربُ، بل
نحن نفدي حينَ نفديكِ السّماءَ
نحن لا نحميكِ يا مأْربُ، بل
نحن نحمي بكِ فينا الأنْبياءَ
نحن إذ نحميكِ نحمي أرضَنا
بكِ من "آل الوَبا" فِكْرًا وماءَ
ونداوي بكِ "صنعاءَ" ومِن
بأْسِكِ العارفِ نُعطيها الدّواءَ
وغَدًا صنعاءُ في عافيةٍ
تفتحُ الأُفْقَ، وتَشْتَمُّ الهَواءَ
وبماءِ السَّدِ نَسْقي البَحْرَ في
"عَدَنٍ" إنْ حاولَ الدَّاء الشّفاءً
ونُغَذّي الأصْلِ في هذا الوَبا
برتقالًا فاحِمًا يُفني الوَباءَ
نَقْتلُ الغَيّ لنَبْقى كُلّنا
في عيونِ الدّين ما شِئنا وشاءَ
أو ليَبْقى "تُبَّعٌ" فوق الدُّنا
وهي تُعْطيهِ الوَلا والانْحناءَ
وليَعُدْ كُلٌّ إلى عادتِهِ
إنْ أبَوا أنْ نَجْعلَ الطّينِ سَواءَ
وإذا لَم يقْبلوا هذا وذا
فاعذري يا مأْربَ اللّهِ الغَباءَ
وادْفِنيهِم أغبياءً صُرِعوا
وارفَعينا بيَديْنا شُهداءَ
مأرب 28 نوفمبر 2020