نقاش أداره "الساحل الغربي" وأطلق مرصده المحلي في التحيتا: من الثراء والتصدير إلى معاناة الفاقة!
- التحيتا، الساحل الغربي، أمين الوائلي:
- 06:51 2020/11/26
حقول الألغام والعبوات الناسفة تطوِّق واحدة من أهم مدن ومناطق الساحل الغربي الزراعية وأكثرها إنتاجية وسكاناً، علاوة على القناصة والقصف والاستهداف الحوثي، ما أحال واقع المدينة والمديرية والسكان إلى معاناة ثقيلة متعددة الأوجه.
أدار "الساحل الغربي"، الذي أطلق مرصده المحلي من التحيتا، نقاشاً محلياً في مدينة التحيتا مركز المديرية في مبرز الحاج داوود باشا، يوم الأربعاء 25 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، حضره مسؤولون وقيادات محلية واجتماعية وناشطون وإعلاميون، وهدف إلى إعادة ترتيب وفهم أولويات التحيتا تحت ركام المعاناة والتحديات التي فعلت فعلها على السكان وضربت بآثارها في واقعهم ويوميات الاستهداف الطويل والحصار وتعطيل النشاط الزراعي والتجاري بفعل حقول الموت والألغام والحصار المتطاول.
مركز مديرية التحيتا عامر بالحياة والمعاناة
تسببت المليشيات الحوثية بتعطيل أسواق التحيتا وتلك التي تعتبر مقصداً لمزارعي وتجار المديرية في المراكز الحضرية والمديريات المجاورة، وكانت تتوزع أيام الأسبوع، في السويق وزبيد وبيت الفقيه وحتى حيس والجراحي. هذا عطل تماماً النشاط الاقتصادي ومصادر الدخل والأعمال لمعظم السكان وتركهم يقاسون الفقر والفاقة والبطالة.
وكما أعاد المتحدثون التذكير، عطلت حقول الألغام والعبوات الناسفة والذخائر والأدوات المميتة التي زرعتها ونشرتها المليشيات في مساحات واسعة من الأراضي، عطلت النشاط الزراعي في كل مزارع التحيتا والمديرية الزراعية الشهيرة التي كانت تصدر منتجاتها المتميزة بالجودة إلى أسواق عربية وخارجية.
أطلق
كان الحبحب التحيتي الأول في أسواق تركيا. وكان الليمون التحيتي عالي الجودة يذهب مباشرة إلى أسواق المملكة ودول الخليج المجاورة. ومن المعروف أن القطن الذي تزرعه التحيتا الثالث عالمياً من حيث الجودة ويأتي حتى قبل القطن المصري. سيرة زراعة وبيع وتعليب التمور لا تختلف هي الأخرى عما لحق بالتحيتا وسكانها. أما الفل التحيتي الأجود والأعبق فكان كل صباح يحلق بالطائرات إلى عواصم الجوار.
كل هذا تعطل وصار الآن ذكرى يتحسر عليها المزارعون والسكان الذين يطحنهم الفقر وتحاصرهم المليشيات ونيران قناصتها وسلاسل حقول ألغام أحالت المزارع مصائد موت.
تخلص كافة النقاشات فيما يتعلق بالتحيتا إلى إبراز أوجه كثيرة للمعاناة التي تكالبت على الناس. النازحون والخدمات الأساسية النازفة وهموم الصحة والمخلفات المتراكمة وانعدام الأعمال ومصادر الدخل وندرة تدخلات المنظمات المانحة والإغاثية وبرامج المساعدات والتمويل، كل هذه وغيرها تفاقم معاناة ومشاكل أبناء التحيتا الصابرين والمتجلدين.
التحيتا الأشهر في تهامة بالزراعة فقدت خصوصيتها بفعل العدوان الحوثي
من المهم استقطاب المنظمات وبرامج الإغاثة والمساعدات إلى التحيتا بصورة كانت وتبقى دائماً على صفة الضرورة والاستعجال. المساعدات الغذائية قليلة جداً، بل نادرة. السكان هم بحاجة ماسة إلى برامج تتعامل مع أهم وأبرز الاحتياجات المتعلقة بالغذاء والدواء والإصحاح البيئي ومكافحة الأوبئة وناقلات الأمراض.
يعوّل على قطاع المنظمات المدنية في الساحل الغربي لعب دور مهم ورئيس في هذا الصدد تجاه سكان وأهالي التحيتا. التحيتا تعاني وأهلها يستحقون الوقوف معهم بكل وسيلة ممكنة.
استخلاصات متشابهة بشأن التحيتا في كل مرة تحضرها وتتناقش مع أهلها ووجوه السكان والشباب والكوادر المحلية. وتفصيلها يمكن عرضه عبر أكثر من حلقة كما سنفعل تباعاً.
مزيــد
+ مدير عام التحيتا ندد بـ"الصمت" وخذلان ستوكهولم: مذابح الحوثيين بحق المدنيين "دون عقاب" (فيديو)
+ "الساحل" شارك التحيتا تشييع أصغر شهداء الثلاثاء.. "ريماس" في مرقدها الأخير إلى "حضن" قبر أمها