في إستطلاع ميداني مصور لـ"منبر المقاومة" من حيس.. قذائف مليشيات الحوثي تحول حياة المواطنين إلى جحيم
- الساحل الغربي - خاص
- 12:00 2020/03/29
حيس- خاص – منبر المقاومة – فيصل عبدالرحمن: كانت أصوات طلقات أسلحة اوتوماتيكية يتردد صداها في أرجاء واسعة قبل مغرب الخميس الماضي، أعقبها دوي إنفجار قذائف مدفعية أطلقت على أحياء سكنية في مدينة حيس الواقعة جنوب مدينة الحديدة في مشهد يعكس الواقع المرير الذي يعيشه سكان المدينة المحاصرة.
يقول إبراهيم ناصر لـ"منبر المقاومة" وهو أحد سكان حي ربع المحل، أحد الأحياء الشعبية التي تتعرض بإستمرار للقصف "مليشيات الحوثي لا تتوقف عن إستهدافنا والقصف يحدث بشكل يومي"وكثيرا من الأسر تعيش تحت وطأة الهجمات الحوثية.يعيش في مركز المدينة نحو 35 الف نسمة، وجميعهم أصبحوا ضحية إرهاب المليشيات المرتبطة بإيران. إنهم يخشون على أنفسهم من أن يسقطوا ضحايا الهجمات الحوثية المتكررة. قبل أسبوعين من شهر مارس الحالي، تعرضت الطفلة زهرة لطلقة نارية في الصدر أثناء ما كانت تلعب في فناء منزلها في حادثة عبرت عن الواقع الذي يبدو عليه أطفال حيس، أهدافا لأسلحة المليشيات، كما أيقضت الحادثة مشاعر الخوف لدى المدنيين على حياة أطفالهم الذين يستغلون الأوقات الهادئة للخروج لباحات المنازل لأجل اللعب.يجبر ناصر أطفاله كغيره من سكان المدينة، بالبقاء في المنزل فترة أطول للإحتماء من القذائف، يقول لمنبر المقاومة" أن الخوف على حياتهم يسيطر على مشاعرنا."من جانبه عبدالرحمن عبدالله يقول في حديث مملوء بالأسى والحزن، "لا ندري متى ستنفجر القذائف فوق رؤوسنا، أصواتها تحدث أمرا مريعا في نفوسنا، لا يمكننا تحمل ذلك بإستمرار".أما إبراهيم فإنه لاينسى تذكير العالم بأطفال حيس، فكثيرا منهم قضوا نحبهم بسبب القذائف الحوثية، ومنهم من فقدوا أطرافهم، فيما أخرين أصيبوا بحالات نفسية، ما هو أسوأ هو عدم وجود مركز طبي متخصص للتعامل مع مثل تلك الحالات، كما لا يملك الأهالي أموالا كافية للسفر إلى مدن أخرى لعلاج أطفالهم.الخشية من النزوح رغم المعاناةما يخشاه ابراهيم هو إجباره على الرحيل، تحدث بحزن لمنبر المقاومة: "نحن في وضع مالي صعب لا يمكننا المغادرة إلى مناطق أخرى، بعدما أجبرنا على البقاء في منازلنا فترة طويلة رغم القذائف المساقطة" تشمل مديرية حيس نحو 56 قرية ريفية، حررت منها ثلاث قُرى وهي السبعة السفلى والعليا جنوب حيس، وبيت مغاري شمال غرب حيس، فيما لاتزال مليشيات الحوثي تسيطر على 53 قرية.والسكان الواقعون تحت سيطرة المليشيات يعانون كغيرهم بالمناطق الخاضعة لسطوة الذراع الإيرانية، من الانتهاكات وإرغامهم على التجنيد الإجباري والتحشيد للجبهات فيما ارغمت سكان 30 قرية على التهجير القسري، من أجل اتخاذتها مواقع قتالية.لا توجد مراكز متخصصة لرصد الإنتهاكات الحوثية ولذا فإن العثور على أرقام تتعلق بضحايا القصف تبدو مهمة صعبة."اللوم على اتفاق السويد"يلقي كثيرا من أهالي حيس، باللوم على إتفاق السويد الذي أوقف تحرير الحديدة من مليشيات الحوثي وأبقاهم تحت رحمة القذائف العشوائية التي تطلقها المليشيات الحوثية المتمركزة شرق وشمال المدينة.كان عبدالرحيم مكاوش يتحدث إلينا وهو يرقب الافق بقلق، يقول أن الإتفاق لم يقدم للمدنيين شيئا بقدر ما ضاعف من معاناتهم، يضيف: لا أعلم متى ستسقط القذيفة التالية على منزلي.ويستغرب مكاوش، عدم قيام بعثة الأمم المتحدة بإيقاف هجمات المليشيات المرتبطة بإيران على المدنيين، كما يتعجب من عدم إدانتها مليشيات الحوثي على الجرائم التي ترتكبها ولو لمرة واحدة.وبحسب كثيرا من سكان المديريات المحررة للحديدة، فإن اتفاق السويد كان يخفي أجندة غير معروفة، وأنه يحمل قدرا كبيرا من الخداع، عندما أدعى كذبا، أنه يحمي المدنيين من ويلات الحرب.