حال التعليم في زمن الحوثي.. السالمي.. من عميد كلية وأستاذ للعلوم السياسية الى بائع قات!
- الساحل الغربي - خاص
- 12:00 2020/03/28
خاص منبر المقاومة - علي جعبور سنوات طويلة قضاها الدكتور جمال الدين السالمي استاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة إب في التحصيل العلمي بجامعة المستنصرية في بغداد التي نال منها الدكتوراه في الدراسات الدولية، ثم دورات متقدمة في واشنطن والهند، وسنوات أخرى من العمل الأكاديمي تقلد خلالها منصب عميد كلية لمرتين، وأمام كل هذه الشهادات الجامعية والمسيرة العلمية الحافلة بالتميز والنجاحات وجد نفسه في لحظة فارقة عاجزا عن إطعام أسرته في ظل سيطرة مليشيات الحوثي وإنقطاع الرواتب لأعوام متلاحقة.
انتظر الدكتور السالمي طويلا، كغيره من اليمنيين المغلوبين على أمرهم، لعل الفرج يأتي من هنا أو هناك، وحين خاب أمله اضطر لارتياد السوق وبيع القات، إذ لم يجد مهنة مناسبة يمكن أن تدر عليه دخلا يعيل به أطفاله ويعينه على مواصلة مهنته الأكاديمية سوى أن يكون "مقوتيا" وهو الذي عمل سابقا رئيسا لمركز مكافحة أضرار القات. بدأ الدكتور جمال الدين عمله في بيع القات منذ عام من الان ولا زال، يجلس بعد ظهر كل يوم وبعد انتهاء دوامه في الجامعة، بركن صغير بأطراف سوق القات في مدينة إب وأمامه كيسا مليئا بحزم خضراء ويبدأ الزبائن في مساومته على أسعارها وفي أذهانهم أنه مجرد "مقوتي" عادي ككل الباعة المنتشرين بالسوق، أما هو فيبعهم بضاعته بصمت ويكتفي بربح زهيد، ومع كل حزمة يبيعها يتمنى لو أنه يستطيع توعية المشتري بأضرار القات، لكنه أصبح الآن مصدر دخله الوحيد والتخلي عنه يعني جوع أطفاله.
السالمي نموذج واحد لضحايا حرب مليشيات الحوثي الكهنوتية ضد الشعب اليمني ورموزه العلمية والوطنية، ذلك أن خرافاتها تبدو عارية ومكشوفة في المجتمعات التي حصلت على تعليم جيد ولا تنمو سوى في الأوساط الأكثر أمية وتخلفا وهو الأمر الذي جعل من التعليم وكل ما يمت له بصله العدو الأول لها.