اليمن والأمم المتحدة تدينان خطاب الحوثي التحريضي ضد المنظمات الدولية
عدن، الساحل الغربي:
10:07 2025/10/18
نددت الحكومة اليمنية والأمم المتحدة، السبت، بالاتهامات التي وجهها زعيم مليشيا الحوثي الموالية لإيران عبدالملك الحوثي، لموظفي الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية في اليمن، ووصفتا تلك الاتهامات بأنها "خطيرة ومغرضة" وتشكل تهديداً مباشراً لسلامة العاملين في المجال الإنساني وتقويضاً لجهود الإغاثة.
وقالت وزارة الخارجية اليمنية في بيان، إن تصريحات الحوثي التي زعم فيها امتلاك جماعته "أدلة" على قيام موظفين أمميين بأعمال تجسسية، تمثل محاولة لتبرير حملة القمع التي تنفذها المليشيا ضد المنظمات الدولية، بما في ذلك اقتحام مكاتبها وتوقيف موظفيها ومصادرة معداتها وفرض قيود مشددة على حركتهم، محذّرةً من أن استمرار هذا النهج العدائي يهدد البرامج الإغاثية المنقذة للحياة لملايين اليمنيين.
ودعت الخارجية المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم إزاء السلوك العدواني الحوثي وضمان بيئة آمنة ومستقلة للعمل الإنساني في اليمن.
من جانبه، عبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن "قلقه البالغ" من استمرار الاتهامات العلنية التي وجهها الحوثيون، مؤكداً تضامنه الكامل مع موظفي الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني حول العالم.
وقال المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك في بيان إن مثل هذه الاتهامات غير مقبولة وتعرض سلامة موظفينا للخطر وتقوّض عمليات إنقاذ الأرواح، داعياً إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية المحتجزين تعسفياً لدى جماعة الحوثي، وإخلاء مقرات الأمم المتحدة وإعادة أصولها المصادرة.
وأضاف دوجاريك في إحاطة صحفية أن وصف قيادة الحوثي لموظفي الأمم المتحدة بالجواسيس أو الإرهابيين أمر يثير القلق البالغ، ويهدد حياة العاملين، مؤكداً أن العمل الإنساني في اليمن يسترشد بمبادئ (الحياد، والنزاهة، والاستقلالية، والإنسانية)، وأن هدفها الوحيد هو مساعدة الشعب اليمني.
وجاءت هذه الإدانات المتتالية عقب خطاب متلفز لزعيم المليشيا عبدالملك الحوثي، اتهم فيه منظمات أممية، بينها برنامج الأغذية العالمي واليونيسف، بأنها "غطاء لنشاط عدواني" ضد اليمن، زاعماً امتلاك جماعته "معلومات وأدلة دامغة" على ضلوع موظفين فيها في عمليات "رصد واستهداف" لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل، على خلفية الغارة الإسرائيلية التي استهدفت اجتماع حكومة الحوثيين بصنعاء أواخر أغسطس، وأسفرت عن مقتل عدد من قياداتها بينهم رئيس حكومتهم غير المعترف بها أحمد غالب الرهوي ورئيس الأركان محمد الغماري.
وأكدت الأمم المتحدة في ختام بياناتها أنها ستواصل عملها الإنساني في اليمن رغم التهديدات، داعيةً جماعة الحوثي إلى وقف التحريض ضد موظفيها، وضمان سلامتهم، محذّرةً من أن استمرار هذه الممارسات سيعمّق المأساة الإنسانية ويقوّض فرص السلام.