سلسلة اعتداءات حوثية متصاعدة تستهدف الرموز الدينية.. طلق ناري للأهنومي واختطاف كرش وطرد الشرعبي

- صنعاء، الساحل الغربي:
- 12:34 2025/07/06
شنت مليشيا الحوثي خلال الساعات الماضية سلسلة اعتداءات منظمة ومتصاعدة طالت رموزاً دينية في عدة محافظات، في نمط دموي يؤكد توجّه الجماعة لتصفية واستئصال الأصوات الدينية المستقلة وفرض خطاب طائفي يخدم أجندة إيران.
ففي محافظة ذمار تعرض الشيخ "علي الأهنومي" إمام مسجد التقوى والبالغ من العمر 76 عاماً، لاعتداء مسلح نفذته عناصر حوثية داخل المسجد أثناء صلاة العشاء، مساء الجمعة؛ وذكرت مصادر محلية أن المسلحين اقتحموا المسجد وهددوا الأهنومي، قبل أن يطلقوا عليه النار من مسافة قريبة، أسفر عن إصابته بطلق ناري في قدمه، نُقل على إثره إلى المستشفى لتلقي العلاج؛ ويُعد الشيخ الأهنومي من الشخصيات الدينية ذات المكانة الرفيعة في المدينة، وتحظى باحترام واسع في أوساط المصلين.
وفي محافظة إب اختطفت عناصر حوثية المعلم "عبد الواحد قائد ناجي كرش" أحد المدرّسين في مجال تحفيظ القرآن الكريم، بعد اقتحام منزله واقتياده إلى جهة مجهولة، في ظل مخاوف متزايدة لدى أسرته على مصيره؛ وأشارت المصادر إلى أن سبب اختطاف كرش يعود لنشاطه في تعليم القرآن، مما يكشف الوجه الحقيقي للمليشيا التي تستهدف التعليم الديني التقليدي وتستبدله بخطابها الطائفي القسري؛ وتعد هذه الجريمة جزءاً من حملة اختطافات أوسع طالت المئات من التربويين والأطباء والمحامين والناشطين في إب، الذين يقبعون منذ أسابيع في سجون سرية دون تهم واضحة.
أما في العاصمة المختطفة صنعاء فقد أقدمت المليشيا على طرد الشيخ "يوسف الشرعبي" إمام وخطيب جامع "مصعب بن عمير" بحي السنينة –من مسكنه الملحق بالجامع– وذلك بعد أيام فقط من الإفراج عنه عقب احتجازه تعسفياً لأكثر من عشرة أشهر؛ وأفادت مصادر محلية بأن سبب اعتقاله كان رفضه أداء صلاة الغائب على زعيم مليشيا "حزب الله" حسن نصر الله، في موقف اعتبرته الجماعة تمرداً على نهجها الطائفي؛ وأضافت أن الشيخ الشرعبي تعرض خلال احتجازه لضغوط متواصلة لإجباره على مغادرة المسجد والتخلي عن مهامه الدينية، وهو ما نفذته المليشيا بالقوة بعد الإفراج عنه، رغم أنه أفنى عمره في بناء المسجد وسكنه بدعم من فاعلي خير.
وسارعت المليشيا عقب طرده إلى تعيين خطيب بديل موالٍ لها، في سياق خطة أوسع تستهدف تغيير أئمة المساجد والخطباء واستبدالهم بعناصر موالية تتبنى خطاباً طائفياً متطرفاً.
ويأتي هذه التصعيد بالتزامن مع اغتيال الشيخ السبعيني "صالح حنتوس" في ريمة، أحد أبرز معلمي القرآن الكريم، في هجوم دموي شنته المليشيا على منزله ومسجده.
وتعكس هذه السلسلة من الانتهاكات نهجاً متصاعداً تنتهجه المليشيا الحوثية لفرض وصايتها العقائدية، وسحق كل ما يخالفها دينياً واجتماعياً، في محاولة لإحكام السيطرة على المنابر الدينية وتحويلها إلى أدوات دعائية لمشروعها الطائفي الممتد من طهران إلى صنعاء.