تحوّلت ساحة جامعة إب، يوم الجمعة، إلى مسرح فوضوي لرصاص الاشتباكات وسط فعالية طائفية نظّمتها مليشيا الحوثي، في مشهد عبثي يكشف سطوهم المستمر على المؤسسات التعليمية.

 

وبحسب مصادر محلية اندلع خلاف حاد بين عدد من الحاضرين في الفعالية– التي فُرضت على الطلاب والموظفين بالقوة– بشأن أحقية التقاط صورة بجوار وكيل المحافظة المعيّن من الحوثيين، المدعو "قاسم المساوى" وهو ما تطور إلى اشتباك بالأيدي ثم إلى إطلاق نار مباشر داخل الساحة المكتظة بمئات الحضور، معظمهم من الطلاب والأكاديميين.

 

الاشتباكات التي اندلعت في موقع يفترض أنه حرم جامعي، أسفرت عن مقتل شخص وإصابة اثنين آخرين على الأقل –وسط حالة من الذعر والهرولة– فيما عادت المواجهات لتتجدد بعد دقائق من هدوء مؤقت، قبل أن يتم تطويق المكان من عناصر أمنية تابعة للمليشيا.

 

الناشط الإعلامي إبراهيم عسقين علّق على الحادثة، قائلاً:

الخلاف بدأ بالصياح ثم اشتباك بالأيدي ثم رماية بالسلاح، والسبب؟ صورة مع قاسم المساوى! لو كانت الصورة مع هيفاء وهبي ممكن أقتنع.. لكن قاسم؟!!!

 

الحادثة تفضح واقع الجامعات في مناطق سيطرة الحوثيين، التي تحوّلت من فضاءات علم ومعرفة إلى منصات دعاية مذهبية مفروضة بالقوة، تُغيّب فيها الرسالة الأكاديمية لحساب أجندات مستوردة، وتُفرض الفعاليات على الطلاب كواجب طائفي لا تعليمي.

 

وتعكس هذه الفوضى المتكررة حالة الانفلات الأمني وانهيار مؤسسات الدولة في مناطق سيطرة المليشيا، مقابل انشغالها بتلميع قياداتها وإقامة الفعاليات الدعائية وتكريس القبضة المليشياوية على الجامعات والمجتمع، دون أي اعتبار للأرواح أو للقيم الجامعية.