تقرير أممي: وصول أزمة الغذاء في اليمن لمستويات قياسية.. 66% من الأسر عجزت عن تلبية احتياجاتها الأساسية في مايو

- عدن، الساحل الغربي:
- 12:07 2025/07/05
كشف تقرير حديث لبرنامج الغذاء العالمي عن وصول انعدام الأمن الغذائي في اليمن إلى مستويات قياسية هي الأعلى منذ بدء الحرب، مع معاناة ثلثي الأسر من العجز عن تلبية احتياجاتها الغذائية الأساسية خلال شهر مايو/أيار الماضي، بفعل استمرار الحرب وتدهور الاقتصاد وتقلص الدعم الإنساني.
وأوضح التقرير الأممي أن 66% من الأسر في عموم اليمن لم تتمكن من الحصول على الحد الأدنى من الغذاء خلال مايو بزيادة 1% عن شهر أبريل السابق، وهو ما يعكس اتساع الفجوة الغذائية واتجاهاً مقلقاً نحو مزيد من الانهيار الإنساني؛ وسجلت مناطق الحكومة المعترف بها دولياً النسبة الأعلى من سوء استهلاك الغذاء بواقع 69% مقارنة بـ64% في مناطق سيطرة الحوثيين، مع زيادات سنوية بلغت 15% و13% على التوالي.
وأكد البرنامج أن واحدة من كل خمس أسر تقريباً أبلغت عن قضاء فرد أو أكثر من أفرادها يوماً وليلة دون طعام، مشيراً إلى أن هذه المأساة كانت أكثر فتكاً في مناطق سيطرة الحوثيين التي سجلت نسبة 21% مقابل 16% في مناطق الحكومة، وهو ما يعكس فجوة في الاستجابة الإنسانية وقيوداً تشغيلية خانقة في مناطق المليشيا.
وتجاوزت جميع محافظات البلاد وفق التقرير، عتبة "الاستهلاك الغذائي غير الكافي العالية جداً" مع تدهور خطير في محافظات الضالع والجوف وعمران ولحج وحجة؛ كما اضطر 39% من الأسر في مناطق الحكومة و47% في مناطق سيطرة الحوثيين - إلى اللجوء لاستراتيجيات قاسية لمواجهة نقص الغذاء شملت تقليل الوجبات وبيع الممتلكات، بينما سُجّل انتشار ملحوظ لظاهرة التسوّل خاصة في عمران وحجة وصعدة والبيضاء.
وأرجع التقرير أسباب التدهور الحاد في الأمن الغذائي إلى التخفيضات الكبيرة في المساعدات الإنسانية والانهيار الاقتصادي وتراجع فرص كسب العيش، إضافة إلى الصراعات المتواصلة وتحديات التوريد والصدمات المناخية، مشيراً إلى أن الأوضاع تفاقمت في مناطق سيطرة الحوثيين بسبب القيود المفروضة على عمل المنظمات الدولية.
وحذّر برنامج الغذاء العالمي من أن نقص التمويل يهدد حياة الملايين، مؤكداً أن خطة الاستجابة الإنسانية للعام الجاري لم تتلقَ حتى الآن سوى 11% من التمويل المطلوب، وهو ما يُنذر بانهيار شبكة الأمان الوحيدة للفئات الأكثر هشاشة ويهدد بفقدان السيطرة على الأزمة المتصاعدة في بلد يعيش أكثر من نصف سكانه تحت خط الجوع.