"ذوبان" بعثة الحديدة والمهمة الدولية

  • الحديدة، الساحل الغربي، أمجد قرشي:
  • 08:27 2020/11/10

رئيس البعثة الأممية وطواقمها يسجلان أكثر من نصف عام من الغياب والتواري عن الأنظار والأخبار، وسط توقعات متضاربة بين التجميد والرحلات الطويلة وغير المُعلَنة بالتوازي مع جهود مارتن غريفيث التي تفلح في (تجميد) ملف الحديدة.
 
لم يعد أحدٌ معنياً بالبحث عن طواقم وخبراء وموظفي البعثة الدولية – الأممية في عاصمة الساحل الغربي لليمن، والذين غيَّبتهم خدمات أممية وبريطانية ناجزة أعطت مليشيات الحوثي صلاحيات الاستمرارية والاستقواء وحقوق التمتُّع بعوائد الضيافة القسرية للدوليين وبعثتهم ومهمتهم.
 
يصعب عليك الوصول في الانترنت إلى المرة الأخيرة التي شهدت حضور أو ظهور الفريق أبهيجيت غوها رئيس بعثة الأمم المتحدة السياسية إلى الحديدة (أونمها)، رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار المنبثقة عن اتفاق الحديدة.
 
لقد لعبت تعاليم التعاطي العالمي مع جائحة كوفيد-19 لمصلحة البيروقراطية التي تضرب عميقاً في ميراث وتقاليد الأمم المتحدة وأعمالها في اتجاهات مختلفة. بالنسبة إلى بعثة أونمها فإنّ خيالات كورونا لم تكن إلا عاملاً إضافياً للتغطية على عطالة أو بطالة فريق طويل لم ينجز شيئاً يُذكر.
 
في اتصال مع مراقب مستقل بمقر المنظمة الدولية خلال الأسبوع الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني، كان يتحدث لـ"الساحل الغربي" عما يصفها "مهزلة حقيقية" تكتنف العملية الدولية والعمل الأممي (السياسي) في حديدة اليمن.
 
واستشهد متابعاً كيف أنه لم يعد الأمر مطروحاً حتى على جدول المجاملات والتغطيات الروتينية، فضلاً عن جداول الأعمال من أي نوع.
 
وقال: حتى إن الجميع توقف عن السؤال حول رئيس المهمة الأممية الأهم في اليمن والمتمثلة في الإشراف على سريان الهدنة وعملية إعادة الانتشار واستعادة الموانئ والاستقرار والحياة الطبيعية إلى الحديدة، لم يعد يتفقدهم أو يفتقدهم أحد (؟!).
 
وينظر إلى هذه الحالة المائعة من التجهيل والغياب أو التغييب باعتبارها النتيجة الطبيعية لمسلسل طويل من التجاهل والتغييب المتعمد على مستوى الوساطة الأممية والمبعوث الخاص لقضية الحديدة واتفاقها واستحقاقاته على مدى 24 شهراً.
 
وعلى النقيض من كونها الأهم في مواد ومخرجات اتفاق ستوكهولم، بل إن المحادثات، المنعقدة في العاصمة السويدية أواخر 2018، جاءت باسمها ولوأد أهداف استكمال تحرير المدينة والموانئ، بموجب تحرُّكات بريطانية حثيثة، فإن موضوع الحديدة بات يأتي ثالثاً ورابعاً وربما لا يتم ذكره أو تذكُّره في المداولات الرسمية.
 
يكرِّس المبعوث الأممي الخاص مارتن غريفيث تغييب الحديدة عن الواجهة وجداول أعمال جولات الاتصالات والتحرُّكات الرتيبة والروتينية قبيل موعد كل إحاطة دورية لمجلس الأمن.
 
ويعكس ذوبان البعثة ورئيسها في مياه الغياب المالحة قبالة الحديدة حالة الإماتة التي فرضتها صيغة (صفقة) ستوكهولم على المشهد السياسي والعسكري في مركز الساحل الغربي في اليمن وانتفاء أي جديّة لتحريك آليات إنفاذ الاتفاق الذي يكمل العامين على ولادته ميتاً.

ذات صلة