10:36 2024/06/30
11:01 2024/06/03
11:13 2024/04/07
الخمول السياسي ومأزق الحروب.. هل توقظ التحديات العرب قبل فوات الأوان؟
11:10 2025/02/14
الخمول السياسي الذي عاشته الأمم خلال السنوات الاربع الماضية ، عهد بايدن في البيت الابيض ، وضع العالم على بعد أمتار قليلة من حرب عالمية ثالثة تستخدم فيها الأسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل . بل يمكن القول أن الحروب التي شهدتها هذه الفترة لا تقل من حيث الأسلحة المستخدمة وحجم الدمار الذي لحق بمدن مثل غزة ، وما صحبها من مأساة انسانية ، عما شهدته الحروب الكونية .
في هذه الفترة أشعلت حروب كثيرة ، وتهيأ العالم لحروب أخرى ، وصار الحديث عن استخدام السلاح النووي والتهديد باستخدامه مسألة عادية تم تطبيعها في العقل الجمعي للبشرية على نحو مخيف .
هل كان العالم في حاجة إلى من يحلق به ، على ذلك النحو الذي بدأ به ترمب دورته حكمه الثانية ، خارج دائرة الحروب التي استقر فيها ، وأخذ يعيد بناء مناهجه السياسية بموجبها من خلال زيادة نفقات التسليح ، وتوسيع نطاق الأحلاف العسكرية ، والتوسع في التكنولوجيا العسكرية المستندة إلى الذكاء الاصطناعي ، وتهيئة شعوب العالم على تقبل منهج الحروب في إدارة شئون حياتهم اليومية .
يبدو أن العالم كان في حاجة إلى مثل هذه الصدمة التي حركت الخمول السياسي الذي انتجه منهج الحروب ، وأياً كانت "الفانتازيا"، التي شكلت الصورة الخارجية لتلك لصدمة ، إلا أنها قد أثارت عدداً من التحديات التي لا يمكن للعالم أن يتخطاها في تفكيره السياسي الجديد دون أن يحسب حسابها بدقة ويتفاعل مع المدخلات التي جعلت الرئيس ترمب يطلقها على ذلك النحو .
قد يهمنا نحن العرب كثيراً ما قاله بشأن غزة وفلسطين عموماً ، وهذا يعني فيما يعنيه أن ذلك إنما يعكس وزن العرب السياسي والاقتصادي والحضاري في العقلية التي شكلت هذا الموقف من غرة وفلسطين . إن هذا التعاطي مع مسألة غزة يجب أن يمتد إلى الغلاف العربي الأوسع الذي يحتضن غزة وفلسطين ، ويبحث في التحديات الهائلة التي يحملها في طياته ، وهنا يكمن بيت القصيد الذي يمكننا أن نلحظه فيما عبرت عنه مصر والاردن والمملكة العربية السعودية حتى الآن من النظر إلى المسألة على أنها التحدي الذي يجب أن يوقظ العرب من الخمول السياسي الذي أصابهم كبقية أمم الكون، وأن يتعاملوا مع هذا التحدي على أنه الدافع الأكبر لإيجاد معادلة القوة التي تسمح بتعديل الميزان في التعاطي مع قضايا المنطقة ومن ضمنها قضية فلسطين.