دويد يكتب عن الغزو الحوثي: كيف أطفأ الظلام أحلام اليمن الجمهوري وأعاد البلاد إلى العزلة
صادق دويد، الساحل الغربي:
07:23 2024/12/30
على مدى قرون فرض الأئمة المتخلِّفون عزلة خانقة على اليمن إلى لحظة بزوغ فجر الثورة المباركة 26 سبتمبر، حين نسج اليمن الجمهوري علاقات طيبة مع جيرانه والإقليم والعالم، علاقات مبنية على المصالح المتبادلة والنديّة.
القيادات الجمهورية المتعاقبة جنَّبت اليمن كثيراً من الحروب والنزاعات، وتجاوزت مواقفَ ومنعطفاتٍ صعبةً كادت تُغرق اليمن في حروب لا طائل منها.
وما حنيش و"يو إس إس كول" وترسيم الحدود مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان إلا شواهد على تلك السياسات الحكيمة والحريصة على وطن آمن ومستقر.
إلى أن عادت الإمامة بثوبها الجديد المسكونة كأسلافها بالعنصرية ودعاوى الحق الإلهي التي ما عاد ينظر إليها العالم إلا من نافذة التاريخ.
الحوثية المتأثرة بنظرية الولي الفقيه والمدعومة والمنقادة من نظام الملالي، لا سبيل لها للبقاء دون الحروب والأزمات، ولا مكان لاستمرارها في ظل مجتمع ينعم بالصحة والديموقراطية ويتسلح بالمعرفة والاقتدار.
لذا نجدهم من بداياتهم الأولى للدعوة لمشروعهم الظلامي يُسفهون العلمَ ويتخذون من القمع والتجهيل والتجويع منهجاً.
نشروا الطائفية وأشعلوا الحروب مع الدولة اليمنية، و فجروا بيوت مناوئيهم.
بعد سيطرتهم على صنعاء العاصمة، وبتوجيهات من النظام الإيراني، بدأوا في استفزاز الجوار والإقليم، وأجروا المناورات العسكرية على الحدود، وقاموا بادخال السلاح من ايران و استقدام خبراء الحرس الثوري وحزب الله، في تهديد واضح لاستقرار الإقليم.
إذا كان لهم من إنجاز يُذكر فهو المقابر التي تضم مئات الآلاف من الأبرياء والمغرر بهم.
رهنوا اليمن واستقراره وأمنه لمصالحهم الشخصية وخدمة للنظام الإيراني.
هُم من جلب الإقليم ومؤخراً الأميركيين والبريطانيين وليس آخراً الكيان الإسرائيلي.
تجاوزت هذه الجماعة الكذب على رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) إلى الكذب على الله بكل وقاحه.
باستثناء صكوك الغفران لا يلتزمون للشعب بشيء: لا خدمات.. ولا مرتبات.. و لا أمن.
الحوثة من يتحمل المسؤولية فيما حدث ويحدث لليمن واليمنيين من مآسٍ وقصفٍ وتدميرٍ وتهجير.
هم من جلب لليمن كل هذا الخراب وأسقطوا سيادته وصادروا أمنه.