المساعدات أمل للأسر الفقيرة وتلك التي أجبرتها المليشيات على النزوح

  • المخا، "الساحل الغربي"، خاص:
  • 01:54 2020/11/07

في صباح الرابع من أكتوبر الحالي، كانت امرأة تبدو في العقد الرابع من العمر، تنتظر دورها في الحصول على حصتها الغذائية التي يقدمها الغذاء العالمي في أحد مراكز التوزيع بالمخا، لقد كانت متلهفة للحصول عليها كما لو كانت منقذها الوحيد من وضع مأساوي ينتظرها.

قالت المرأة، التي رفضت البوح باسمها لاعتبارات أسرية، إنها فرّت من إحدى مناطق الحديدة مع بقية أفراد أسرتها؛ بسبب الظروف التي لم تعد صالحة للعيش هناك.
 
تضيف، بحسرة، إن زوجها عاطل عن العمل، ولا يمكن تدبر فرص الكسب في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات بعد أن أصبحت الأعمال فيها أمراً نادراً.
 
لجأت تلك المرأة مع أفراد أسرتها، الذين يصل عددهم إلى نحو سبعة أشخاص، إلى المخا، ولجأوا للمكوث في أحد المخيمات.
 
خلال الأيام الأولى من النزوح، كان كل شيء صعباً بالنسبة لها، إذ كان وصول أسرتها في شهر نوفمبر من العام الماضي ذروة التقلُّبات الصيفية التي تجلب معها الرياح والأتربة.
 
في الواقع لقد تصعّبت حياتها تماماً فيما يتعلق بتوفير الغذاء، واعتقدت أن ظروف المخا لا تختلف كثيراً عما كانت تعيشه من بؤس في محافظة الحديدة.
 
لكن الأقدار شاءت أن تغير من قناعتها بعد أن زارها موظف يتبع المنظمة الطبية الميدانية وأرفق اسم زوجها ضمن كشوف من يحصلون على مساعدات غذائية، وكان ذلك بداية بشرى طيبة لحياة آمنة ومستقرة، إذ إن تأمين الغذاء يعد أمراً أساسياً لها، فيما تبقى الأشياء الأخرى ثانوية.
 
حصلت تلك المرأة على كيس ونصف من الدقيق، أي ما يصل إلى خمسة وسبعين كجم، وهي حصة تكفي أسرتها لشهر كامل، فضلاً عن الزيت والسكر والفاصوليا وملح الطعام.
 
تصف تلك المرأة الحصة الغذائية بأنها أعادت لها الأمل بحب الحياة بعدما كانت يائسة ومحبَطة تسيطر عليها مشاعر عدم الرغبة في الحياة؛ نظراً لما كانت تعانيه من صعوبة في تأمين أسرتها لغذائها اليومي.
 
ورغم أن برنامج الغذاء العالمي يقوم بتوزيع حصص مماثلة في الحديدة، غير أن عدد السكان المحتاجين إليها يفوق قدرة البرنامج على تغطيتها.
 
كما أن أوضاع الناس الصعبة تفاقمت خلال سنوات الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي، وزادت من عوامل الجوع والفقر والمرض والأزمات الاقتصادية التي ظلت تلاحق المدنيين كتلك المرأة التي كانت تنظر بشوق للحصول على وجبتها الغذائية.
 
بالإضافة إلى أن عدد الأسر التي تحتاج إلى المساعدات، تزداد بشكل يومي، خصوصاً تلك التي تجبر على ترك مناطقها لتقوم بنزوح داخلي جراء العبث الحوثي.
 
وفي المخا وحدها تحصل نحو ثمانية آلاف أسرة على حصص منتظمة من برنامج الغذاء العالمي، وتتولى المؤسسة الطبية مهمة توزيع تلك الحصص بشكل شهري.
 
جميع الأسر المستفيدة من توزيع تلك الحصص أسر نازحة، وأخرى فقيرة لم تستطِع تأمين غذائها بمفردها؛ بسبب الظروف بالغة الصعوبة التي تمر بها، لقد كان ذلك عاملاً رئيساً كي يجد برنامج الغذاء متسعاً من الوقت للوقوف بجانبها والتخفيف من معاناتها التي أوجدتها مليشيا الحوثي.

ذات صلة