يواجه اليمن أزمة صحية متفاقمة مع انتشار الأوبئة والأمراض، نتيجة انهيار القطاع الصحي بسبب الحرب المستمرة التي أشعلتها مليشيا الحوثي منذ عقد من الزمن.. تقارير أممية حديثة كشفت عن أرقام صادمة للإصابات والوفيات، خاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، مما يُبرز تفاقم المأساة الإنسانية في البلاد.

 

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تم تسجيل أكثر من 33 ألف حالة يُشتبه بإصابتها بالحصبة منذ بداية 2024، مع 280 وفاة مرتبطة بالمرض؛ نحو ثلاثة أرباع الإصابات (24,559 حالة) و80% من الوفيات (224 حالة) وقعت في المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي.

 

إلى جانب الحصبة، يشهد اليمن تفشي أمراض أخرى، أبرزها الكوليرا، التي سجلت 204 آلاف حالة اشتباه و710 وفيات بين مارس وسبتمبر 2024؛ وتشمل الأمراض الأخرى شلل الأطفال المشتق من اللقاحات، الإسهال المائي الحاد، الدفتيريا، الملاريا، وحمى الضنك؛ تعود هذه الأزمة إلى منع مليشيا الحوثي حملات التطعيم منذ عام 2021، ما أدى إلى عودة انتشار الأوبئة وزيادة معاناة الأطفال، الفئة الأكثر تضررًا.

 

من جانب أخر، يعاني اليمن من أزمة غذائية خانقة، حيث يكافح نصف السكان لتأمين احتياجاتهم اليومية؛ وفقًا للتصنيف المرحلي المتكامل، يُتوقع أن يعاني أكثر من 223 ألف امرأة حامل ومرضعة، وأكثر من 600 ألف طفل من سوء التغذية بنهاية العام، بينهم 120 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد، بزيادة 34% عن العام الماضي.

 

استمرار سيطرة مليشيا الحوثي على المناطق المتضررة وعرقلتها للجهود الصحية يفاقم الكارثة، في حين تتزايد الدعوات لتدخل دولي عاجل لدعم القطاع الصحي وتخفيف معاناة المدنيين.