التجنيد مقابل الغذاء.. الحوثيون يستغلون حاجة الأسر لإرغام أبنائها على القتال
- عبدالصمد القاضي، الساحل الغربي، خاص:
- قبل 3 ساعة و 21 دقيقة
تواصل مليشيا الحوثي ممارسة أساليبها القمعية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، حيث تعمل على استدراج أبناء الأسر لحضور دورات ثقافية وتدريبات عسكرية بغرض تجنيدهم لاحقًا للقتال في صفوفها.
تقول تهاني قائد، لـ "الساحل الغربي"، وهي أم لأربعة أبناء تقطن في مديرية السبعين بالعاصمة المختطفة صنعاء، إن مليشيا الحوثي استدرجت ابنها الأكبر عمر لحضور دورة تدريبية خلال العطلة الصيفية الماضية، تحت غطاء النشاطات المدرسية؛ وأضافت: "بعد عودته من المركز الصيفي، حاولت المليشيا إلحاقه بتدريبات عسكرية مكثفة، لكنني رفضت تسليمه للجحيم"؛ وأشارت إلى أنها فوجئت لاحقًا بإسقاط اسمها من كشوفات برنامج الغذاء العالمي للمساعدات الإنسانية.
تستخدم المليشيا المساعدات الإنسانية كأداة لابتزاز الأسر الفقيرة.. تقول أم سفيان النهاري من حي حمراء علب: "أسقطوا اسمي من المساعدات منذ سبعة أشهر لأنني رفضت إرسال ابني إلى مراكز التجنيد الحوثية"؛ وأضافت لـ "الساحل الغربي"، أن ممثل المليشيا في المجلس الأعلى للشؤون الإنسانية مارس ضغوطًا شديدة لإجبارها على تقديم ابنها مقابل الغذاء، لكنها رفضت بشدة.
أم علاء محمد، من محافظة تعز، تتحدث بحسرة عن استغلال الحوثيين لحاجة الأسر الفقيرة، قائلة إن مشرف الحوثيين في منطقتها استدرج ابنها علاء بعد إنهائه الثانوية العامة، بزعم تسجيل الأسرة في كشوفات المساعدات؛ وأكدت أن المليشيا أرسلت ابنها إلى جبهات القتال، حيث قتل في معارك بمحافظة لحج؛ تضيف لـ "الساحل الغربي": "بعد مقتله، أسقطوا اسمنا من كشوف المساعدات واستبدلوه بأسماء أخرى".
الناشط الإغاثي نسيم المسلمي أوضح أن مليشيا الحوثي تتبع سياسة ممنهجة لإفقار الأسر عبر قطع الرواتب، التضييق على الأعمال الحرة، والاستحواذ على سلال الإغاثة الدولية؛ وأكد أن المليشيا تستخدم المساعدات الإنسانية كوسيلة ضغط لدفع الأسر لتقديم أبنائها للتجنيد.
تشير تقارير دولية إلى أن مليشيا الحوثي تسيطر على توزيع المساعدات الإنسانية، وتحول جزءًا كبيرًا منها لدعم مقاتليها، مما يحرم آلاف الأسر المستحقة من هذه المساعدات؛ وتتم عمليات التوزيع عبر المجلس الحوثي للشؤون الإنسانية ومنظمة "بنيان"، التي تعمل على تعزيز نفوذ المليشيا؛ وتعد المساعدات الدولية أحد أهم مصادر تمويل المليشيا، مما يفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن.
سياسة التجويع والتجنيد الإجباري التي تنتهجها مليشيا الحوثي تسلط الضوء على معاناة اليمنيين في ظل سيطرة المليشيا، حيث تحول المساعدات الإنسانية من وسيلة إغاثة إلى أداة لتمويل الحروب واستغلال الأهالي.