كشف تقرير حديث للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر عن أضرار كارثية خلفتها الأمطار الغزيرة والفيضانات التي اجتاحت اليمن خلال العام 2024.. وأودت الكارثة بحياة 240 شخصًا وأصابت 635 آخرين، بينما تضررت أكثر من 93,573 أسرة، ما يعادل نحو 655,000 شخص.

 

الفيضانات دمرت البنية التحتية في 20 من أصل 22 محافظة، مع نزوح حوالي 500,000 شخص؛ وكانت محافظات الحديدة، الجوف، حجة، مأرب، تعز، وصعدة من بين الأكثر تضررًا؛ كما تسببت الأمطار الغزيرة في تدمير 34,709 مأوى للنازحين، وتلوث مصادر المياه، مما أدى إلى تفاقم الوضع الصحي وانتشار الأمراض المائية، بما في ذلك الإسهال المائي الحاد والكوليرا، حيث سجلت وزارة الصحة أكثر من 186,000 حالة مشتبه بها و680 حالة وفاة، في حين أشارت إحصائيات دولية إلى أكثر من 220,000 إصابة.

 

الفيضانات ألحقت أضرارًا واسعة النطاق بالقطاع الزراعي، إذ تضرر نحو 99,000 هكتار من الأراضي الزراعية، وتأثرت 279,000 رأس من الأغنام والماعز؛ هذا الوضع أدى إلى تدمير سبل العيش للملايين في المناطق الريفية، خاصة في الحديدة وحجة، حيث يعتمد السكان على الزراعة ورعي الأغنام لتأمين احتياجاتهم اليومية.

 

النازحون في المخيمات يواجهون ظروفًا مأساوية، مع تدمير الملاجئ وانعدام المياه الصالحة للشرب وغياب الخدمات الأساسية؛ وأكد التقرير أن 126 منشأة صحية تأثرت بالفيضانات، مما يعقد الاستجابة لتفشي الأمراض وزيادة الاحتياجات الطبية.

 

الاتحاد الدولي ناشد المجتمع الدولي والجهات المانحة بتقديم مساعدات عاجلة، حيث تم إطلاق نداء طوارئ لجمع 22.6 مليون دولار، إلا أن التمويل لم يتجاوز 2.6%؛ ومع توقع زيادة الاحتياجات الإنسانية بفعل الجفاف القادم، يُخشى تفاقم الأوضاع في بلد يعاني أصلًا من أزمات ممتدة وحروب دامية.