مناطق سيطرة الحوثيين... قمع اقتصادي وجرائم طائفية متصاعدة ”رصد لآخر 24 ساعة“

  • الساحل الغربي - خاص
  • 11:37 2024/11/17

تشهد المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي تصاعدًا مستمرًا في انتهاكاتها ضد الأهالي، ما يعكس سياساتها القمعية والسلالية.. نرصد هنا أبرز الانتهاكات التي وقعت خلال الساعات القليلة الماضية.
 
في محافظة صعدة، فرض الحوثيون سيطرة شاملة على الأنشطة الاقتصادية عبر إنشاء أسواق تجارية خاضعة لهم، مثل "سوق باب اليمن"، واستنزفوا موارد المواطنين بفرض إيجارات باهظة وضرائب مرتفعة؛ كذلك استولوا على أراضٍ خاصة لتوسيع أسواقهم، مستخدمين بعضها لأغراض أمنية، في انتهاك واضح للقوانين الدولية؛ هذه الإجراءات أدت إلى تدمير مصادر دخل مئات الأسر، وأصبحت العائدات تصبّ مباشرة في جيوب قادة المليشيا، وسط استياء شعبي واسع.
 
وفي جامعة الحديدة، فرضت المليشيا حضور أنشطة طائفية على الأكاديميين والطلاب، بما في ذلك زيارة مقابر قتلاها ورفع صورهم داخل الجامعة؛ يأتي هذا ضمن حملات ممنهجة لنشر فكرها الطائفي؛ هذه الأنشطة تُستخدم كأداة استخباراتية لتصنيف من يرفضها، في محاولة لترسيخ هيمنة الحوثيين على المؤسسات التعليمية.
 
في محافظة إب، اقتحم مسلحون تابعون للحوثيين منبر أحد المساجد واستبعدوا الخطيب المعتاد، ما أدى إلى انسحاب جماعي للمصلين احتجاجًا؛ هذه الحادثة تأتي في سياق مساعي المليشيا لفرض خطابها الطائفي في المساجد، وهو ما أثار حالة من الاحتقان الشعبي المتزايد ضدها.
 
وفي محافظة إب أيضًا، ألزمت المليشيا طلاب المدارس بإعادة كتب الفصل الأول للحصول على كتب الفصل الثاني، في خطوة اعتبرها الأهالي وسيلة جديدة لجمع الأموال؛ تبيع المليشيا المناهج بأسعار باهظة، مع تغييرات متكررة عليها، ما يثقل كاهل أولياء الأمور؛ هذا النهج يعكس استغلال التعليم كمصدر للإثراء غير المشروع، مع تعمد حرمان الطلاب من حقوقهم الأساسية.
 
وفي محافظة ذمار، اختطفت المليشيا شيخين قبليين تحت تهديد السلاح، واقتادتهما إلى جهة مجهولة؛ تأتي هذه الجريمة ضمن سلسلة من الانتهاكات التي تستهدف القيادات القبلية بهدف ترهيبها وضمان خضوعها، مما زاد من الغليان الشعبي ضد المليشيا.
 
في صنعاء، أقدم مسلح على قتل أفراد أسرته الأربعة، في جريمة هزت الرأي العام؛ تُعزى زيادة مثل هذه الجرائم إلى التعبئة الطائفية والجهادية التي تشرف عليها المليشيا، ما يعزز ثقافة العنف والانحلال المجتمعي في مناطق سيطرتها.
 
أعلنت المليشيا تغييرات واسعة في صفوف مديري الأمن بالمناطق الخاضعة لها، لكنها اقتصرت على تدوير العناصر السلالية؛ هذه الخطوة تعكس محاولات لامتصاص غضب المواطنين، لكنها تؤكد استمرار الفساد والفشل في توفير الأمن.
 
وفي سياق متصل، أثارت مليشيا الحوثي انتقادات واسعة بعد تعميمها على القضاة قراءة آيات قرآنية قبل الجلسات، في خطوة رأى فيها المواطنون استغلالًا للدين لتبرير فساد القضاء وتعطيل قضاياهم.
 
تُظهر هذه الانتهاكات أن مليشيا الحوثي تستخدم سياسات قمعية لتعزيز سلطتها على مختلف الأصعدة، مع تهميش الحقوق الأساسية للأهالي؛ تتنوع وسائلها بين استغلال المؤسسات التعليمية والدينية، واحتكار الأنشطة الاقتصادية؛ هذه السياسات تهدف إلى استنزاف المواطنين ماليًا ومعنويًا، مع تعزيز نهجها الطائفي والسلالي.
 
تسلط هذه الجرائم والانتهاكات الضوء على واقع الحياة المأساوي في مناطق سيطرة الحوثيين، وسط دعوات محلية ودولية لمحاسبتهم.

ذات صلة