حادثة إحراق قيادي لنفسه بصنعاء تسلط الضوء على فساد هيئة الأوقاف الحوثية

  • الساحل الغربي - خاص
  • 08:32 2024/11/17

في حادثة مروعة بميدان السبعين في العاصمة المحتلة صنعاء، أقدم عبدالغني ضيف سريع الرازحي، أحد أبناء محافظة صعدة وعناصر مليشيا الحوثي، على إحراق نفسه أمام حشد جماهيري خلال فعالية للحوثيين.. جاءت هذه الخطوة احتجاجًا على استيلاء هيئة الأوقاف الحوثية، بقيادة عبدالمجيد الحوثي، على أرضه دون وجه حق؛ الحادثة أثارت موجة غضب شعبي وسلطت الضوء على تصاعد الفساد والانتهاكات الحوثية.
الرازحي أضرم النيران في جسده احتجاجًا على مصادرة أرضه من قبل هيئة الأوقاف الحوثية التي زعمت أنها "وقف عام"؛ في المقابل، نفت الهيئة علاقتها بالقضية، متهمة الرازحي بالتواطؤ مع القيادي الحوثي جبران مصلح الشامي في محاولة "لانتزاع أراضٍ وقفية"؛ الحادثة تخللتها حملة اعتقالات واسعة شنتها المليشيا، استهدفت المصورين والشهود، بمن فيهم الرازحي نفسه الذي اختطف لاحقًا من المستشفى حيث كان يتلقى العلاج.
 
تتقاطع الروايات حول الرازحي، إذ أفادت تقارير إعلامية بأنه كان جزءًا من شبكة نهب أراضٍ داخل الجماعة الحوثية، مستفيدًا من دعم قيادات عليا؛ ومع تفاقم الخلافات الداخلية، خسر الرازحي الدعم ليصبح بدوره ضحية لنظام فاسد لطالما شارك فيه، ما يعكس عمق الانقسامات داخل الجماعة.
 
الحادثة سلطت الضوء على معاناة المواطنين من نهب هيئة الأوقاف الحوثية، التي تُعرف باسم "هيئة النهب"، حيث باتت مصادرة الممتلكات سياسة ممنهجة تحت غطاء ديني؛ وأثارت استياءً واسعًا، حيث وصف النائب عبده بشر التصريحات الحوثية حول الحادثة بأنها "لعب جهال"، محذرًا من تفاقم الأوضاع الإنسانية نتيجة سياسات الحوثيين القمعية؛ الأكاديمي عبدالسلام الكبسي انتقد هيئة الأوقاف ورئيسها، مستنكرًا احتجابهم عن قضايا المواطنين وانتهاكاتهم المستمرة لحقوقهم؛ من جانبه، سخر الكاتب الحوثي محمد المقالح من محاولات الإعلام الحوثي تبرير الحادثة، واصفًا التصريحات بأنها تهدف للتغطية على فساد الجماعة.
 
الحادثة فتحت الباب للحديث عن معاناة مزارعين آخرين، بينهم مواطن في محافظة ذمار هدد بالانتحار احتجاجًا على نهب أرضه من قبل الهيئة الحوثية؛ تصاعد هذه الأحداث يكشف عن حجم الغضب الشعبي تجاه ممارسات الحوثيين التي حولت حقوق المواطنين إلى ضحية لفساد ممنهج.
 
حادثة الرازحي تعكس التصدعات المتزايدة داخل منظومة الحوثيين، حيث بات فساد القيادات دافعًا لانفجار غضب شعبي متنام حتى داخل صفوف الجماعة.

ذات صلة