معاناة أروى سعيد: من النزوح إلى الإعاقة جراء انتهاكات الحوثي في تعز

  • الساحل الغربي - عبدالصمد القاضي
  • 05:56 2024/09/05

بين ليلة وضحاها، قد تخسر روحك أو جزءًا من جسدك بسبب لغم أرضي أو رصاصة قناص من مليشيا الحوثي الإرهابية، المتمركزة على أطراف مدينة تعز المحاصرة منذ قرابة عشر سنوات.
 
تهجير قسري
 
تسببت مليشيا الحوثي في تهجير الآلاف من المواطنين منذ بداية الحرب عام 2015.. اضطرت أسرة الشابة أروى أحمد سعيد إلى ترك منزلها في منطقة كمب الروس واللجوء إلى مناطق آمنة في مدينة تعز؛ تركت الأسرة كل مقتنياتها وأثاث المنزل، على أمل العودة بعد أيام قليلة.
 
تروي أروى أحمد سعيد لـ"الساحل الغربي" ما خلفته المليشيا الحوثية في حياتها وحياة أسرتها.. بصوت مضطرم بالوجع تقول: "نتيجة حرب مليشيا الحوثي، لم يكن هناك أي مجال لأخذ أدوات المنزل؛ تركنا كل متاعنا في المنزل في شارع الأربعين وهاجرنا إلى حي الروضة على أمل العودة، لكن طريق العودة إلى المنزل كان مقصلة لمن يحلم بها".
 
ثمن العودة
 
بعد ثلاث سنوات من التشرد والنزوح، وأسرة أروى تفترش الأرض وتلتحف السماء، وصل إليهم خبر تحرير جزء من شارع الأربعين وحي منزلهم؛ سارعت أروى لجلب البطانيات وبعض احتياجات المنزل.
 
في صباح مشؤوم، يوم 28 مارس 2018، ذهبت أروى إلى منزلهم لجلب احتياجاتهم، ولم تدرك أن مليشيا الحوثي قد حولت الأحياء السكنية إلى حقول ألغام؛ اقتربت من منزلهم وفتحت الباب بيدها اليسرى، فانفجر لغم مموه وضعته المليشيا على باب المنزل والمنازل المجاورة.
 
تستمر أروى في حديثها: "مليشيا الحوثي فتحت أبواب الجحيم على حياتي.. لم أكن أعلم أن فتح باب منزلنا سيكون بوابة للمشقة والتعب وأهوال الصعاب؛ سقط ذراعي أمام عيني وسقطت أنا أيضًا بعد أن تهشم عظم ساقي الأيمن؛ فقدت وعيي مباشرة، وما زلت أسمع صراخ شقيقتي التي كانت بجواري تطلب المساعدة".
 
باشرت أختها بإسعافها بمساعدة أحد المارين صدفة من المكان.. تضيف أروى: "خرجنا من المكان بصعوبة، كان قناص المليشيا يراقب المنطقة أو يشاهد ما خلفته الألغام من جرائم؛ استمر خروجنا من المكان أربع إلى خمس ساعات فقدت خلالها الكثير من الدماء".
 
فاقت أروى وهي على سرير المستشفى تتحسس قدمها بذراعها الأيمن، لكنها لم تجدهما.
 
معاناة الإعاقة
 
تسبب لغم مليشيا الحوثي في فراق قلبين جمعهما القدر وفرقهما لغم المليشيا.. بحسرة تقول أروى: "تسبب لغم المليشيا في قطع طريق حياتي وحال بيني وبين الفرح وبين العيش بسعادة كأي إنسان".
 
بسبب إعاقتها الدائمة، تخلى خطيبها عنها وتركها تكمل حياتها بقدم واحدة ونصف قلب لم يكتمل.. تمارس حياتها اليومية بعد إصابتها بكثير من المعاناة وقليل من الأمل المفقود؛ لم تعد حياتها كما كانت قبل جريمة المليشيا، ولم تعد قادرة على القيام بتكاليف المنزل، فلجأت إلى اكتساب حرفة الخياطة وتربية المواشي لتوفير احتياجاتها اليومية.

ذات صلة