إقلاع نحو المجهول: الخطوط الجوية اليمنية ولغز الطائرات المحجوزة

  • الساحل الغربي - خاص
  • 01:32 2024/06/29

تواجه الخطوط الجوية اليمنية اتهامات بالتواطؤ مع مليشيا الحوثي، عقب احتجاز الأخيرة لأربع طائرات تابعة للشركة على فترتين مختلفتين؛ الحادثة التي وقعت في مطار صنعاء، أثارت موجة من الغضب العام ودعوات لمحاسبة المسؤولين عن هذا الإخفاق الخطير.
 
الواقعة الأخيرة، التي شهدت احتجاز ثلاث طائرات من طراز إيرباص A320، تأتي بعد شهر واحد من احتجاز طائرة رابعة، مما أثار العديد من التساؤلات حول الإجراءات الأمنية المتبعة من قبل الشركة.
 
وزير الأوقاف والإرشاد، محمد بن عيضة شبيبة، وجه اتهامات لمليشيا الحوثي باحتجاز الطائرات ومنعها من الإقلاع إلى جدة، مما حال دون عودة الحجاج اليمنيين إلى ديارهم.
 
ناشطون وإعلاميون يمنيون عبروا عن استيائهم من إرسال الخطوط الجوية اليمنية لثلاث طائرات جديدة إلى مطار صنعاء، معتبرين ذلك استهتارًا بالأمن القومي وخللاً وتساهلاً من الشرعية؛ الإعلامي عبدالكريم المدي أكد على تجاهل ضرورة توقيف كافة الرحلات ونقل المسافرين إلى عدن بعد احتجاز الطائرة الأولى، بينما اتهم الصحفي وليد العمري مسؤولين في الشركة بالعمل لصالح الحوثيين.
 
الصراع بين الحكومة الشرعية والحوثيين امتد ليشمل الجانب الاقتصادي، حيث أعلنت وزارة النقل التابعة للحوثيين عن عدم التعامل مع تذاكر السفر غير الصادرة من مكاتبهم المعتمدة؛ وفي ظل هذا التصعيد، تجاوزت المبالغ المالية المحتجزة لدى الحوثيين من حسابات الخطوط الجوية اليمنية 100 مليون دولار.
 
الناشطون يطالبون مجلس القيادة الرئاسي بمحاسبة المتورطين في هذه الفضيحة وإجراء تغييرات جذرية لإصلاح مسار الشرعية، مع التأكيد على أهمية موقف كل مسؤول من انقلاب المليشيا الكهنوتية.
 
مليشيا الحوثي لم تكتفِ بالسيطرة على الطائرات، بل تعدت ذلك إلى الاستيلاء على أموال الشركة، حيث اعترفت باستحواذها على 36 مليون دولار من أرصدة الشركة بذريعة ميزانيات تشغيلية، وصرف مليوني دولار شهريًا لقياداتها، في سياق ما يبدو أنه استمرار لنهج نهب الإيرادات وحجز الأرصدة.
 
الوضع الراهن يشير إلى فشل متعمد ومستمر من قبل الشرعية في سحب ملف الاتصالات والطيران من يد مليشيا الحوثي، وهو ما يعكس خللاً إداريًا وأمنيًا يستوجب التدخل السريع لإنشاء منظومات جديدة بالمناطق المحررة.
 
تتوالى الأحداث في اليمن لتكشف عن مستوى التعقيد في الأزمة اليمنية، حيث يتداخل الصراع السياسي مع الأمني والاقتصادي، مما يضع البلاد في موقف حرج ويستدعي تحركًا عاجلاً لحماية مواطنيها ومقدراتها الوطنية.

ذات صلة