الحوثيون والاستغلال البغيض: كيف تتحول أزمات الحروب إلى فرصة للإثراء غير المشروع

04:21 2024/06/10

يبدو أن السخرية القدرية لا تجد حدودًا لها. فقد تحولت البلاد إلى مسرح للعبث السياسي والاقتصادي، حيث تتجلى مفارقات الحياة في صورة مسربة تنضح بالتناقضات الصارخة؛ صورة لمسؤول حوثي يافع، يتربع على عرش من الأموال في زمن القحط والحاجة، تلك هي الصورة التي ألهبت مشاعر اليمنيين الذين يتجرعون مرارة الحرب والفقر.
 
"الوجه الآخر للحرب"، قد يكون هذا العنوان الأنسب للصورة التي تُظهر الفجوة السحيقة بين القيادات الحوثية والشعب اليمني؛ ففي الوقت الذي يتضور فيه اليمنيون جوعًا، يتلذذ القادة بثمار النزاع التي لا تنضب؛ سبع سنوات من الإهمال والتجاهل، ورواتب الموظفين تتبخر في هواء الوعود الكاذبة، بينما تتكدس الأموال في خزائن وبدرومات المليشيا.
 
التقارير الدولية لا تتوانى عن وصف اليمن بأنه يعيش أسوأ كارثة إنسانية، ولكن يبدو أن الحوثيين لديهم تعريف آخر للإنسانية، تعريف يتجاهل الجوع والدمار ويتغنى بالسيطرة والقوة؛ إنهم يستنزفون موارد البلاد بلا رحمة، ويستغلون كل فرصة لتعزيز خزائنهم، حتى لو كان ذلك على حساب حياة الأبرياء.
 
وما الصورة المسربة إلا دليل على الفساد المستشري والاستغلال البغيض للموارد، وهي تكشف الستار عن وجه الحوثيين الحقيقي؛ إنها تعكس صورة مجتمع يتألم تحت وطأة الظلم والاستبداد، وتُظهر بجلاء أن الحرب ليست إلا وسيلة لإثراء البعض على حساب الكثيرين.
 
ألم يحن الوقت لأن تتوقف هذه المهزلة الإنسانية، ووضع حد لهذه الحرب العبثية، ولتبدأ رحلة البحث عن مستقبل يسوده الأمل بدلاً من اليأس؛ فاليمن ليس مجرد خريطة ملطخة بالدماء، بل هو قلب ينبض بالحياة، يستحق العيش بكرامة بعيدًا عن جشع الطامعين وأطماع الفاسدين.