حتى الذائقة الفنية لم تسلم من التدمير الحوثي.. لماذا غابت الأناشيد الوطنية عن معارك استعادة الجمهورية؟ - (استطلاع ميداني)
- الساحل الغربي - خاص
- 12:00 2020/03/08
استطلاع/ وليد مكرد - نبيل السامعي: ايهما أكثر رفعاً للمعنويات.. الأغاني الوطنية ام الزوامل والشيلات.. وما سر انتشار الزوامل والشيلات .. أسئلة نجيب عليها من خلال الاستطلاع التالي:
لاشك أن الاغاني الوطنية حملت الرسائل الحماسية وبعثت الروح المعنوية.. بل وايقضت الضمائر وشحذت الهِمَم لفترة طويلة في اليمن. وكانت هي دائما وابداً عنواناً للنهج التحرري ونبراساً لمبادئ الكفاح والنضال الرافض للظلم والاستعباد في كل المراحل. وخلال العقود الماضية لعل الكثير ممن واكب المرحلة الثورية والمحطات الديمقراطية استشعر ما أوحته ومازالت الأغنية الوطنية وما تركت من احساس جميل ممزوج بروح الوطن وما يتوجّب عمله تجاه بلد لطالما استشعرناه في الاغنيه الوطنية ..فغنّت النفوس التواقه للحرية والكرامة..بلحن الوطن المعطاء ..والذي نستطيع أن أقول هنا ..ان الأغنية الوطنيه ..اخذت بعدا نفسيا ونضاليا جميلا أوساط كل أطياف المجتمع ..فكانت نوعا فريدا في المنطقة العربيه ككل ..
لكن اليوم بدأت الأغنية الوطنية بالتراجع أو أصبحت منسية.. خصوصا مع بروز الزوامل والشيلات والتي حلت محل الاغنيه الوطنية وإن كانت لم تعط ما أعطت الاغنية الوطنية بأبعادها من كافة الاتجاهات.
ونحن هنا حرصنا في هذا الاستطلاع على نقل انطباعات المقاتلين وميولهم وتفضيلهم في الاختيار لسماع الاغاني الوطنية ام الشيلات والزوامل..؟ وطرحنا عليهم اول اسئلتنا والمتمثل.. بـ هل مازالت الاغاني الوطنية مصدر مهما لبعث الحماس ورفع الروح المعنوية ام أنها تراجعت مع اتساع رقعة الزوامل والشيلات وكذلك عن اختيارهم المفضل؟
نطلعكم أولا على الذين يميلون الاغاني الوطنية.
فكانت احدى الاجابات حين التقينا المقاتل محمد امين الذي أجاب قائلاً: "الاغاني الوطنية تحمل عدة معاني وانا هنا أفضل الاغنية الوطنية من ناحية الكلمات ومضمونها واتصالها بالوطن والإنسان.. بالاضافة الى عذوبة وعمق الالحان وملامستها لمشاعري تجاه الوطن.. والتي تجعلني.. بل وتدفعني النجاه الوطن وعمل كل مامن شأنه لخدمته وحمايته بكل ما املك ..بالاغنيه الوطنيه ..اشعر ان الوطن جزأ مني.. بل ويسري في مجرى دمي.
أما المقاتل سالم سعيد الذي أعرب عن احترام جميع الاذواق فقد قال:
الاستماع مزاج وانا في استماعي متقلب بين الاثنين جميع الاذواق مع أن اميل واتعصب في صف الاغاني الوطنية لأنها أثرت فيني من أيام المدرسة"
لكن هنا وجدنا من يستمتع للأغاني الوطنية مثل الاخ هاني فرحان الذي شرح لنا قائلا: "أنا عن نفسي احب الاغاني الوطنية وخصوصا ذات السيفونية العسكرية...لأنها تخاطب العقل الباطن.. وهو الذي يسيطر على المشاعر "
بينما نجد انيس الصبحي يعشق الاثنين معاً ويوضح ذلك بقوله:
"الاغاني الوطنية عندما استمع اغاني متئصلة في نفسي واتفاعل معها واميل مع لحنها الجذاب، وعندما اجلس مع الناس تجد الشيلات والزوامل هي الموضة فتجبر نفسك على التماشي مع الشباب والموضة.
أما خالد محمود فقال: لأصالة والعراقة هي في الاغاني لأنها على ايقاعات موسيقىية لها من المقامات والتراجع والقرار والصول ووفق السلم الموسيقي وتكون بالقفلات اما الزوامل فهي لا تحمل كل تلك القيمة.. معبراً عن احترامه لرأي الجميع.
وفي المقابل هناك من يقف في الطرف الآخر ويميل إلى الاستماع إلى الزوامل والشيلات.
المقاتل احمد مهيوب تحدث الينا قائلاً: انا افضل الشيلات والزوامل وما ارتاح الا لها لأنها قصائد موكبة للواقع وتتحدث عن أمور نعيشها
وعلل المقاتل ابرهيم على انتشار الزوامل والشيلات بالقول: نفس الاغاني يكرروها من ثلاثين سنة وقد اصبحت مملة، أما الزوامل فقد أتت ملبية للمزاج السائد.
وتطرق محمد على إلى اصالة التراث اليمني "الاهازيج والنحيب والهزمات موضحاً بلقول: الزوامل موجوده في اليمن من زمان والقبائل كانت تجتمع وتتغنى بزواملها، والذي يظن أن الزامل والشيلات أتت مع ظهور الحركة الحوثية غلطان لكنها موجودة من زمن.
وعن اتساع رقعة الزوامل والشيلات وانحسار الاغاني الوطنية قال محمد إبراهيم:
في السنوات الخمس الأخيرة اتسعت بسبب الحرب وكان التوجه نحو انتاجها وتوظيفها في خدمة التعبئة المعنوية ولم يتم إنتاج الاغاني طبعا نحن تأثرنا بها وتقبلناها فأصبحت من عشاق الشيلات.
لكن بعض المقاتلين كان قد طرح علينا تسائلات مفادها: هل لعبت وسائل الاعلام دور في تهميش الأناشيد الوطنية؟
بدورنا طرحنا الوسائل على المختصين في إذاعات صوت المقاومه.
فكانت الاجابه.
"نحن لا ننكر أن وسائل الإعلام لها دورا مهما في التأثير في ذلك وما يحصل ناتج لتراكمات في السنوات الماضية نتج عنه خلقة لون وانحسار لون وهذا شي طبيعي
ونحن نلبي زغبة جميع الاذواق بما يخدم المصلحة الوطنية"