في استطلاع ميداني لـ"منبر المقاومة".. أبطال المشتركة في شرق الحديدة: المليشيات باءت بالفشل ومعنوياتنا كالجبال
- الساحل الغربي - خاص
- 12:00 2020/03/01
استطلاع ميداني / وليد مكرد - نبيل السامعي: شكّل اتفاق ستوكهولم منعطفاً خطيراً في تاريخ نضال القوات المشتركة في الساحل الغربي التي قدمت أنموذجاً فريداً على الأرض من خلال تحرير مناطق الساحل والسهل التهامي في فترة قياسية وبقدرة قتالية عالية اجبرت مليشيات الحوثي على استجداء المجتمع الدولي الذي تمخضت جهوده عن اتفاق ستوكهولم الذي شكّل حاجزاً منيعاً في تقدُّم القوات المشتركة واعاق استكمال تحرير موانىء ومدينة الحديدة. "منبر المقاومة" نفذ نزولاً ميدانياً إلى شرق مدينة الحديدة التقى خلاله عدد من ابطال القوات المشتركة المرابطون بمختلف المواقع شرقي المدينة الذين عبروا عن رأيهم عن اتفاق ستوكهولم وتوقف القوات المشتركة عن التقدم من خلال الاستطلاع التالي:في البداية تحدث محمد الصليحي أحد ضباط القوات المشتركة المرابطة في الصفوف الأمامية شرقي مدينة الحديدة، عن التقدمات المتسارعة التي كانت قد حققتها القوات المشتركة في عمق مدينة الحديدة قبل اتفاق ستوكهولم، قائلاً: "حينما تم الاتفاق بين الحكومة والمليشيات على الهدنة كنا قد تجاوزنا الخطوط الدفاعية للمليشيات الحوثية وأصبحت قواتنا في عمق ووسط مدينة الحديدة وكانت المليشيات قد تقهقرت ولاذت بالفرار رغم التحصينات العسكرية التي كانت قد وضعتها امام القوات المشتركة".وأضاف الصليحي: "جاء اتفاق ستوكهولم ونحن في موقع القوة ومعنوياتنا عالية بعد تحقيق نجاحات عسكرية كبيرة شهد بها الجميع، وبالتالي التزمنا ببنوده احتراماً لجهود السلام الدولية وكذا التزاماً بالتعهدات التي قطعها أشقاؤنا في التحالف العربي الذين يساندونا. وأشار الصليحي إلى حرص منتسبي القوات المشتركة على عدم اراقة الدماء حفاظاً على المواطنين وممتلكاتهم قائلاً: "غلّبنا مساعي السلام وما زلنا إلى اليوم نمتلك زمام المبادرة".من جانبه أكد عبدالكريم محمد احد المقاتلين المرابطين: استعداد أبطال القوات المشتركة حسم المعركة حين تأتي الأوامر من القيادة، بقوله: " لقد حققنا انتصارات ساحقه ضد المليشيات الكهنوتية وكنا قاب قوسين من دخول ميناء ومدينة الحديدة ولكن نتيجة الضغوط التي مورست على القيادة العسكرية في القوات المشتركة جاءت الأوامر بالتوقف، ونحن عسكريون نمتثل لأوامر القيادة وجاهزين في حال صدرت التوجيهات ".عبدالباسط علي من جانبه أشار بأن تفوق القوات المشتركة كان واضحاً، واتفاق ستوكهولم جاء منقذاً للمليشيات ولكنها لم تستفد منه، واوضح قائلاً: "نفد صبرنا ونحن ننتظر التوجيهات لحسم المعركة".مضيفاً: "سعينا إلى حقن دماء المواطنين وممتلكاتهم ولكن المليشيات ليست جاده في السلام، ولا ينفع معها سوى الحسم العسكري".القوات المشتركة..التزام بالعهود والمواثيق وعن مدى التزام أبطال القوات المشتركة بالهدنة الأممية، يقول منير علي اسماعيل:" نحن التزمنا باتفاق ستوكهولم لكن للأسف الميليشيات لم تلتزم به، حيث لا تزال تحاصر المواطنين وتقصف منازلهم"، مضيفاً: " أن المليشيات تستهدف مواقعنا ونحن ملتزمون بالهدنة الموقعة من قبل قيادتنا" أما المقاتل أنور نعمان فقد تحدث قائلا: "على مدى أكثر من عام ونحن ملتزمون وموقِّفون التقدم حرصاً منا على الالتزام بتوجيهات قيادتنا".وعن سبب التزام ابطال القوات المشتركة بالهدنة والفرق بينها وبين المليشيات الحوثية التي تخترق الهدنة بشكل مستمر، يقول عبد الله محمد: "تربّينا في صفوف المؤسسة العسكرية والأمنية ونعرف قيمة العهد ونحترم الأوامر العسكرية وتوجيهات القيادة ومع هذا سننتزع الحديدة بالقوة إذا لم تستفد المليشيات من فرص السلام".خروقات المليشيات "هاهي المليشيات كما ترون الآن وهكذا هي دائماً" بهذه الكلمات وصف نجيب محمد خروقات المليشيات التي كانت تقصف مواقعه وهو يتحدث لـ"منبر المقاومة".وأردف نجيب: "الميليشيات ضربت باتفاق ستوكهولم عرض الحائط ولم تعط له أي اهتمام، تمارس آلاف الخروقات باستهدافها لمواقعنا وقصفها العشوائي على منازل المواطنين، في ظل صمت مطبق من الأمم المتحدة".وعن استحداث المليشيات للمتاريس والخنادق في أكثر من جبهة داخل الحديدة قال خالد الصبيحي: "منذ التوقيع على اتفاق ستوكهولم والمليشيات على هذا الحال تُمارس استحداث التحصينات وتبني متاريس وتقوم بحفر الخنادق وتزرع الألغام وتمارس خروقاتها على مرأى ومسمع بعثة الأمم المتحدة ".ومع تكرار هذه الخروقات وبشكل واضح وأمام لجنة الأمم المتحدة والعالم، تحدث نايل عبد الحق أحد أبطال القوات المشتركة عن كيفية تعاملهم مع تسللات المليشيات المتكررة باتجاه مواقعهم، قائلاً: "الأبطال بقدر التزامهم بالهدنة وضبط النفس، هم أيضاً يرصدون كل تحركات عناصر المليشيات ويتعاملون معها بكل قوة وحزم". اتفاق ستوكهولم ومعنويات الأبطالورغم مرور أكثر من عام على اتفاق ستوكهولم إلا أن المقاتلين في وضع معنوي مرتفع وجاهزية عالية، عبر عن ذلك المقاتل علي أحمد قائلا: "أكثر من عام قضِّيناه هنا في الصفوف الأمامية لجبهة الحديدة بصبر وثبات منقطع النظير وتحملنا خروقات المليشيات بصبر ويقظة وما زلنا ملتزمين بالهدنة". وأضاف علي: " لولا توجيهات قيادة القوات المشتركة لمسحنا هذه المليشيات من الحديدة ". من جانبه أشار البطل أحمد سالم إلى أن اتفاق ستوكهولم جاء لإنقاذ المليشيات، مؤكداً أنه وزملائه يتمتعون بمعنويات عالية وثقة واصرار وعزيمة على مواصلة تحرير الوطن في الوقت الذي تراه القيادة مناسباً. وبنشوة البطولة والاستعداد القتالي تحدث سامي الضالعي، قائلاً: " نحن نحمل قضية وطنية وهمنا تحرير بلادنا من مرتزقة إيران، وقسما بأننا ما رضخنا لهذا الاتفاق الا حرصاً منا على المواطنين الذين تتخذ منهم الميليشيات دروعاً بشرية وحفاظاً على ما تبقى من مكتسبات الجمهورية ".في شارع الخمسين التقى "منبر المقاومة" بأحد الضباط وهو يطوف مع مقاتليه ويراقب أي انتهاك أو محاولة اختراق، والذي بدوره وصف معنوياته وأفراده، بالقول:" معنوياتنا كالجبال، ونحن من نمتلك زمام المبادرة والمليشيات رغم استغلالها لاستوكهولم لم تستطع أن تستعيد شبرا واحداً".بناء وتأهيلالقوات المشتركة تعي جيدا كيف يمكنها أن تعمل من أجل المستقبل وتعي أيضاً ما تسعى إليه، وفي هذا الصدد تحدث سالم محمد عبده أحد منتسبي القوات المشتركة في جبهة شرق الحديدة، قائلاً: "المقاومة المشتركة كانت تواجه المليشيات بأعداد بشريه قليلة وعتاد أقل، لكن اليوم أصبحت جاهزيتنا أكبر وأقوى، بينما المليشيات في حالة انهيار".من جهته يقول ماهر الخولاني: "نحن جاهزون ومنتظرون بفارغ الصبر أوامر القيادة، ونحن مشتاقون للمعارك التي لطالما انتظرناها حتى نحقق هدف شعبنا اليمني المتمثل بتحرير الوطن من هذه المليشيات".مضيفاً: " لا شيء سيعرقلنا في حال صدرت الأوامر بالانطلاق، الحوثي اهون من أن يقف عائقا أمامنا مهما وضع الألغام والمتفجرات فنحن ندرك كيف نتعامل مع كل شراكهِ اليائسة".أما هاشم عبدالسلام فقد اختصر حديثه بهذه العبارة:" نحن مستعدون لأي أوامر صادرة عن القيادة، إما اقتحام أو سلام ، فإن أرادت المليشيات السلام فنحن أهل السلام وإن أرادت الحرب فنحن رجالها".محمد الحيسي أحد المُنظمِّين الجدد للقوات المشتركة، تحدث عن جاهزية واستعداد كل المنظمين لحسم المعركة، قائلاً:" متى ما دقت ساعة الصفر للانطلاق نحو الحديدة وما بعد الحديدة ستجدوننا كالرماح، واقولها كلمة واعي ما أقول: الحديدة قادمة وان طال ستوكهولم، الحديدة ستتحرر بسواعدنا".بطولة عسكرية وقيم إنسانيةبقدر حرصها على تحرير الأرض من الكهنوت تبذل القوات المشتركة جهوداً حثيثة في الجوانب الإنسانية، وهذا ما يراه ويلمسه الجميع في المناطق المحررة في الساحل الغربي، فالمقاتل الذي يدافع عن وطنه ويمتلك قضية عادةً ما يكون إنسانا بما تعنيه الكلمة من معنى، والمشهد واضح كيف تتعامل القوات المشتركة في الساحل الغربي مع كل القضايا الإنسانية وفي المقابل كيف تتعامل ميليشيات الحوثي مع الإنسان في مناطق سيطرتها فلا وجه للمقارنة.وفي هذا الصدد أكد لنا علي ذيبان أحد ضباط القوات المشتركة، قائلاً: " كنا سباقين في القوات المشتركة منذ البداية في الجوانب الإنسانية، وبتوجيهات من قيادة القوات المشتركة قمنا بإزالة الحواجز والموانع وفتح الممرات لغرض تسهيل الطرق للمساعدات الإغاثية، لكن المليشيات عرقلت كل الجهود المبذولة لذلك واستهدفت الصوامع وفرضت الحصار على مدينة الحديدة."وعن جرائم المليشيات في زراعة الألغام بشكل هستيري والذي كشف عنه أحد افراد الفرق الهندسية في القوات المشتركة، قائلاً: " مليشيات الحوثي زرعت ألغاماً بحجم ٨٠٠ كجم في الكنتينرات التي كانت مليئة ومشحونة بالألغام وقمنا بتفكيكها ونزعها"، مضيفاً أن المليشيات فخخت أحياءاً بأكملها في الحديدة واستخدمت دواسات لألغام مضادة للدبابات قد تنفجر بضغطة طفل، إضافة إلى العبوات التي تعمل بالليزر وذلك استنساخاً للخبرة الايرانية وحزب الله اللبناني في هذا الجانب".