الجدونة.. موروث شعبي يعيد أهل المخاء إلى زمن البراءة والفرح (صور)

  • الساحل الغربي - خاص
  • 01:02 2024/02/26

في ليلة النصف من شعبان، تزهو مدينة المخاء بالألوان والأفراح والأصوات العذبة، حيث يحتفل أهلها بموروث شعبي أصيل يسمى الجدونة، والذي يعود تاريخه إلى نحو مائتي عام، الجدونة هي عبارة عن هدايا وحلويات ومكسرات وسكاكر يقدمها أهل المخاء للأطفال في هذه الليلة المباركة، كما يرتدون الثياب الجديدة ويقيمون الموالد والأناشيد الدينية والاهازيج الشعبية، ويتناولون الطعام معاً في أجواء من السعادة والمحبة.
 
الجدونة تعكس الروح الإيمانية والإنسانية والاجتماعية لأهل المخاء، الذين يحافظون على هذا الموروث الثري رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، كما تعكس الحنين إلى زمن البراءة والفرح، حيث يعيش الأطفال لحظات لا تنسى في هذه الليلة، ويتسابقون إلى بيوت الكرماء والأثرياء لجمع الهدايا والفلوس، ويملؤون الشوارع بأصواتهم العذبة وألعابهم الممتعة.
 
من أشهر الأهازيج التي يرددها الأطفال في الجدونة هي "جدونة وبيت علي هادي، جدونة والفل والكادي". وهي تشير إلى بيت الشيخ علي هادي الأكبر، الذي كان من أبرز الشخصيات الاجتماعية والمؤثرة في المجتمع المخاوي القديم، والذي كان يعطي الصغير والكبير ويقيم الولائم ويفكر بكرمه الصغير والكبير من أهل المخاء، ولذلك كان الجميع ينشدون له ويطلبون عطاياه في هذا اليوم.
 
ومن أجمل ما يميز الجدونة هو السباق والمرح الذي يقام بين الأطفال لملء كيسهم بالهدايا والفلوس، ومن هو الذي يعبر لهم عن حبهم، وبحثهم عن أكرم الناس في هذا اليوم، ومن هي ست البيت التي تستقبل الأطفال بالبسمة والكلمة الطيبة وتمنحهم الهدايا الجميلة واللذيذة وتشعرهم بالامتنان والاحترام، ومن هي العروسة التي تزينت بالحلي لتهب الأطفال هدايا جزيلة وتشاركهم فرحتهم ودعواتهم.
 
وفي هذا العام، تشهد مدينة المخاء احتفالاً مميزاً بالجدونة، حيث شاركت فيه مؤسسات مدنية وحكومية وخيرية، وقدمت العديد من الفعاليات والبرامج والمسابقات للأطفال والأسر، وزينت الشوارع والميادين بالبالونات، وانتشرت البسمة والأمل على وجوه الجميع.

ذات صلة