لصوص الحوثي في مهمة ابتلاع أراضي الحوبان: (الحباري، أبو قناف، الطالبي، أبو طالب، الحمران، النواري، المراني) والقائمة تطول

  • الساحل الغربي/ 26 سبتمبر، تقرير : مجيد الضبابي
  • 12:26 2023/08/27

منذ اليوم الأول لاجتياحها العاصمة صنعاء والمدن اليمنية الاخرى، وضع تنظيم الحوثي الارهابي، عينه على قطاع العقارات كوجبة دسمة ووسيلة ثراء سريعة لقياداته، فشرع في انشاء كيانات جديدة تنظم عمليات النهب للأراضي بشقيها، املاك دولة ومواطنين.. أراضي مدينة الحوبان شرقي محافظة تعز الخاضعة لسيطرة الجماعة، واحدة من ابرز ضحايا النهب الحوثي.
 
تقول ثلاثة مصادر حقوقية في الحوبان، إن مليشيات الحوثي الانقلابية انتهجت مصادرة الممتلكات العامة والخاصة حيث صادرت كل مؤسسات الدولة وأممت الشركات  والممتلكات الخاصة واستحوذت عليها لصالحها.
 
وفقا للمصادر، فإنه في حين استباحت الجماعة الإرهابية الكثير من الأملاك الخاصة والعقارات منذ سيطرتها على المدينة تحت مبرر تأييد المناوئين لهم لقوات الشرعية ، ورفضهم لمشروع الحوثي، فأنها شرعت بعمليات نهب واسعة، ومصادرة مباني وعقارات، وشركات تحت مبررات أخرى.
 
أعمال النهب والسيطرة على الأراضي والعقارات العامة والخاصة في هذه المناطق تسارعت منذ تعيين الجماعة للمدعو صلاح بجاش منتحل صفة محافظ تعزسابقاً.
 
وتؤكد تقارير أن بجاش سارع منذ تعيينه مباشرة إلى نهب العقارات، واتخاذ إجراءات تعسفية بحق أصحابها لإجبارهم على التنازل عنها والتصرف بالأملاك.
 
مصادرة وتحريف الوثائق
 
عمدت المليشيا على مدى ثماني سنوات على مصادرة أملاك الدولة وأراضي الأوقاف والتصرف بها ، وعملت على تحريف الوثائق وتغيير المسميات للأملاك وتحرير بصائر ووثائق جديدة باسم كبار قادة المليشيات ومشرفيهم ، ولم تكتف مافيا الأراضي بمصادرة اراضي الدولة بل استباحت املاك وأراضي خاصة بالمواطنين لديهم وثائق معمدة من السجل العقاري.
 
استغلت المليشيا سيطرتها بقوة السلاح على الحوبان كما باقي المناطق، لتنفيذ عمليات السطو وسلب الأراضي بالتوازي مع عمليات قمع المواطنين والاعتداءات والنهب بقوة السلاح.
 
إلى جانب ذلك، لجأت قيادات الحوثيين، الى تلفيق التهم لملاك الأراضي واختلاق المشاكل ضدهم حتى تكون بوابة لبدء عملية نهب أراضيهم ..
 
أساليب النهب
 
ويتخذ ناهبو الأراضي أساليب كثيرة، لمصادرة الأرض على المواطنين فاذا كانت الأرض تابعة للأوقاف, يعمل هؤلاء النهابة على استخراج احكام قضائية, أما رسمية أو مزورة, وكذا الحصول على عقود ايجارات مزورة من الأوقاف, ثم يأتون بأطقم ويستولون على الأرض وطرد المستأجر الرسمي, والذي يستثمر الأرض منذ عشرات السنين ، ومن يقف ضدهم ويتمسك في حقه بالأرض يكون مصيره السجن والاذلال وقد يصل الأمر الى التصفية، وقد حدثت عمليات قتل في مديرية ماوية لأن الضحايا دافعوا عن أرضهم، وفقا لمصادر محلية.
 
وحتى تتسهل عمليات النهب، شكل الحوثيون، بتوجيهات من محمد علي الحوثي، لجنة حصر الأراضي والأملاك العقارية في المناطق الواقعة تحت سيطرتها في محافظة تعز، وتحديداً شمال شرقي المحافظة في مناطق الحوبان والخزجة ومديرية التعزية ومطار تعز، وعلى جانبي طريق الجند.
 
وتهدف جماعة الحوثي من خلال هذه اللجنة إلى بدء خططها للاستيلاء على الأملاك العامة والخاصة.
 
كما تستخدم المليشيا الحوثية قطاع الأوقاف والعدل في مناطق سيطرتها لإضفاء الشرعية على أعمال نهب العقارات العامة والخاصة، وتجبر موظفي هذين القطاعين والأمناء الشرعيين على تزوير وثائق الملكية، إضافة إلى إنشاء ما يعرف بـ”الهيئة العدلية” و”هيئة الأوقاف” اللتين يشرف عليهما القيادي محمد علي الحوثي، وفقا لتقرير نشرته مؤخرا، صحيفة الشرق الأوسط اللندنية.
 
ويرى مراقبون أن إنشاء هاتين الهيئتين ضمن عديد من الكيانات الموازية لمؤسسات الدولة، يمكن المليشيا من نهب العقارات الوقفية والاستثمارات، وتسهيل السيطرة على الأنشطة العقارية كافة، وتجييرها لصالحها.
 
لصوص الحوثي
 
وتفيد مصادر مطلعة تحدثت لـ"26سبتمبر" أن قادة حوثيين متورطين بشكل مباشر في نهب الأراضي والتي تتم بشكل منظم ومدروس ويعملون كعصابة أبرزهم أبو وائل الحباري وهو مشرف المليشيا في مديرية ماوية ، اضافة الى أبو قناف الصوفي.
 
وفقا للمصادر، يستغل الحباري والصوفي نفوذهما في الحوبان وماوية ويعملان سوياً في مصادرة اراضي الأوقاف واراضي زراعية تابعة للمواطنين ، ولديهم مشرفون ومسؤولون كبار يتعاملون معهم  في الضغط واذلال الملاك واخضاعهم للتسليم ، ثم تتقاسم العصابة الأرض المنهوبة.
 
 
من أبرز القيادات الحوثية الضالعة في عمليات النهب للأراضي، المدعو طه الطالبي، ينتمي إلى محافظة صعدة، معقل زعيم المليشيا.
 
تقول المصادر إن الطالبي صادر أكثر من 450 قصبة في الحوبان وهي أرض تابعة للدولة في حادثة أخرى قبل أيام اقدمت جرافات على هدم مدرسة بالقرب من المطار ثم بنائها قبل اكثر من اربع سنوات وتم تسويتها بالأرض وذلك في مديرية التعزية والهدف من ذلك ان القيادي الذي رتب لهذه العملية كانت عينة على الموقع الذي تقع فيه المدرسة ولم يتوان في ازالتها ..
 
ومن القيادات التي ظهرت في طليعة ناهبي الأراضي ( فضل أبو طالب ) وهو مشرف أمني ومسؤول قطاع الأراضي والعقارات ، و( قاسم الحمران) مشرف الحشد والتجنيد ، اضافة الى ( عبدالله النواري ) مشرف عام في محافظة تعز و( نور الدين المراني ) منتحل صفة وكيل المحافظة وكلهم قادة ينتمون الى محافظتي صعدة وحجة, تفيد مصادر مقربة من قيادات في الجماعة بأن الاخيرين رأوا في قطاع العقارات رأس مال ثابت قد لا تطاله السياسة واتفاقيات السلام، لذلك كثفوا من عمليات النهب للأراضي.
 
استخدمت المليشيا قيادات وشخصيات وجهات من أبناء تعز الذين يعملون مع القيادات الحوثية لتسهيل مهمة النهب لصالحهم، وحصل “الشقاة” – وصف للمجتمع المحلي للمتحوثين – مقابل ذلك على قرارات تعيين في مناصب ومنح صفات مشايخ لبعضهم، وهي مناصب وصفات يكون وجودها وعملها صوري فقط وتشرعن لعمل كبير يقوم به مشرفو الحوثي
 
أراضي وعقارات الدولة
 
استباحت جماعة الحوثي اراضي وعقارات الدولة في منطقة الحوبان بتعز واوكلت المهمة الى مشرفين في القطاعات المختلفة يعملون كعصابة واحدة في نهب الأراضي.
 
وتأتي هذه العملية بإشراف من أعلى مستوى في حكم المليشيا حيث أمر محمد على الحوثي عندما زار الحوبان بحصر كل عقارات الأوقاف تمهيدا لمصادرتها ، وبالفعل بعد فترة من الحصر بدأت عمليات مصادرة ونهب أراضي الأوقاف المحررة بعقود لدى مواطنين ..
 
صلاح بجاش أحد الأسماء التي استخدمته المليشيا في مصادرة الأراضي التابعة للدولة واراضي الاوقاف بعد تعينه محافظاً لتعز ، هذا الرجل أعاث فساداً ومارس عمليات نهب وسطو على الاراضي وخاصة اراضي المواطنين مستغلاً نفوذه في الحوبان ، وكذلك فيصل البحر وأمين البحر وابو الذهب السامعي كل هؤلاء يستخدمون نفوذهم من عهد الرئيس صالح ويعملون مع قادة المليشيا كفريق واحد بمصادرة الأراضي وتزوير احكام وعقود ايجارات واجبار بعض الأهالي التنازل على املاكم من الأرض بأرخص الأثمان ..
 
هيئة الزكاة وشرعنة النهب
 
استحدث الحوثيون قانونا باسم ( اللائحة التنفيذية لقانون الزكاة ) وهو قانون يمنح المليشيا الاستيلاء على نسبة 20 في المئة من أملاك المواطنين وشرعنت هذا بشكل رسمي وينفذ بناءً على أحقية السلالة مايعرف بالخُمس على كل عمليات البيع والشراء وعممت هذه الاجراءات على المحاكم علماً ان الحوثيين اسسوا مايعرف ب ( الهيئة العدلية) التي تختص بأخذ نسبة من املاك المواطنين كخُمس.
 
المشرف الحوثي والمتحوثون اللصوص
 
المواطن محمد سعد من أبناء مديرية ماوية يقول تعرضت وابناء عمي الى نهب أرضنا قدرها ١٥٠ قصبة, والسبب, لأنه كان بيننا خلاف بسيط حول قسمة الورث حتى لم نصل الى المحكمة, بل كان هناك تدخل وتحكيم من أهل المنطقة حتى وصل الأمر الى أحد مشرفي المليشيا عبر شخصيات نافذة من أبناء تعز ، الذين حجزوا الأرض وتم توقيفها بحجة انها محل نزاع وظلت موقفة رغم اني وأبناء عمي توصلنا الى حل نهائي حول كيفية تقسيم الأرض والورث لكن أصرت الشخصيات النافذة الى استمرار توقيف الأرض.
 
ويضيف سعد خلال فترة توقيف الأرض لم نكن نعلم ان مشرف الحوثيين ابو طالب والمتحوثين اللصوص تقاسموا حقنا وبالفعل تم مصادرتها والتصرف بها بعد استخراج احكام انها ارض منهوبة واصحابها لم يكن لهم أصول بها, وهذا كذب وتزوير, فالأرض ورثناها عن الآباء  والاجداد, ولدينا وثائق معمدة من عشرات السنين.
 
محمد ماوية من أبناء قرية الشرف شرقي مدينة الحوبان يتحدث عن الممارسات التي يشاهدها في مصادرة حقوق الناس ونهب ارضهم من قبل مشرفي الحوثي ونافذين من أبناء تعز ، ففي الفترة الأخيرة لاحظنا قيام الحوثيين بمصادرة أراضي الأوقاف المؤجرة لمواطنين ويتم انتزاعها منهم ، حيث يقومون بتحرير عقود ايجار جديدة من الأوقاف أو عقود قديمة مزورة, وهنا يتم انذار المستأجر اخلاء المكان وتسليم الأرض على اعتبار انهم يملكون عقود ايجار من الأوقاف
 
عصابات مجندة
 
المحامي (م س ع) فضل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية يقول دعني اقول لكم وبكل أمانة ومصداقية ان ما يحصل في الحوبان من سلب ونهب للأراضي سواء كانت اراضي دولة وأوقاف أو املاك خاصة بالمواطنين هذه القصص لم تحدث في تاريخ اليمن من قبل.
 
واضاف : ان ما يحدث عبارة عن سلب ونهب متعمد بواسطة عصابات مجندة لهذا الغرض ، كثير من قادة الحوثيين ومشرفين وشخصيات نافذة من أبناء تعز كلهم يعملون كفريق واحد بمصادرة أراضي الأوقاف وانتزاع الارض من الأهالي, واستخراج احكام وتزوير وثائق بهدف شرعنة أعمالهم ، وانا كمحامي أقول على القضاء السلام, لاتوجد عدالة ولا انصاف للمظلوم, الكل في اتجاه واحد يعملون مع عصابات نهب الأراضي ومصادرة الأملاك ..
 
باع أرضه بالإكراه وبثمن بخس
 
المواطن محمد سعد الصبري : تكلم بحرقة عن مصادرة الحوثيين ارضه ما يقارب خمسين قصبة فقال أنا اسكن في منطقة الجند و طوال عمري في حقي وأرضي ومستور الحال, ولم يكن معي مشاكل مع أحد ، الى قبل سنة بدأ جارنا في الأرض وهو نافذ ويعمل مع الحوثي ويزحف بتجاه ارضي واملاكي, كنا نمنعه وهو يقول عادها كلها حقي مافيش معاكم في البداية, كنا نقول: يمكن يمزح ومش معقول يدعي انها حقه ..
 
واضاف : استمرت المضايقات والاعتداءات المتكرر على املاكنا لما انفجر الوضع بيننا وبينه وحكمنا وهو أتى بالمشرف الحوثي ابو معتز وعبره جاء آخرون وكلهم عصابة واحدة, وتم تلفيق لي تهم ومكائد بعيدة عن مشكلة الارض ، وتم إهانتي واستدعاءات من الأمن وتحقيق تلو تحقيق والنتيجة إجباري ان أوقع لهم على بيع الأرض بثمن بخس, ثمن لا يساوي قيمة ثلاث قصب وأسلم برأسي والا سيكون مصيري أما القتل او السجن والبهذلة, بهذه الطريقة تعاملت مافيا السلب مع محمد وتمت مصادرة ارضه الذي ضحى بها مقابل ان يعيش بين أسرته وبناته ولا يريد ان يصبحوا عالة ومشردين بعده, وسيعيش على أمل ان يلاقي النهابة مصيرهم المخزي ويستعيد أرضه ..
 

ذات صلة