الحقيقة المرة..!

12:00 2020/06/08

نقف برهة ونسترجع ذكريات قد مضت... عاشت اليمن في العهد الإمامي أشد مراحل الظلم والقهر والألم والإضطهاد الموجه صوب ابناء الشعب اليمني في الشطر الشمالي آنذاك وتحت رعاية السلطة الأمامية الكهنوتية الظالمة، وفي الوقت نفسه كان يعيش الشطر الجنوبي في كنف الإستعمار البريطاني، إذ ذاك سئم الشعب هذه الحياة فقرر إذكاء روح المقاومة والنضال تحقيقآ للحرية المنتظرة غير آبهين بما قد يحل بهم، وعلى إثر ذلك قامت عدة ثورات كان أهمها ثورة 1948 و26سبتمبر 1962م، وبهذا تحققت آمال الشعب وانكسر وانحسر ظلم الحكم الإمامي على أيدي نخبة من الثوار الذين رفضوا العيش في ظل القيود التي فرضت عليهم، وفي الجانب الآخر قامت عدة انتفاضات حتى قيام ثورة الـ14 من أكتوبر التي افضت إلى خروج آخر جندي بريطاني من جنوب اليمن في الـ30 من نوفمبر عام 1967م.
 
بعد قيام الثورة اليمنية في شمال الوطن وجنوبه بدأ الظلام يتلاشى شيئآ فشيئآ ليسمح للنور بالظهور تدريجياً، أعقب ذلك فترات حكم لعدد من الرؤساء حتى تسلم الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح السلطة في 17 يوليو عام 1978م ليبدأ اليمن عهداً جديداً من البناء.في تبك الأثناء كان حلم الشعب المنشود هو توحيد الشطرين تحت راية واحدة وبالفعل ورغم دسائس المفسدين وبعض الحاقدين ورغبتهم في تمزيق الوطن تحققت الوحدة اليمنية المباركه في 22 مايو1990م على يد الزعيم الراحل/علي عبدالله صالح.وخلال هذه الفترة وبالرغم من كل ما مرت به البلاد من تدخلات خارجية وانتكاسات استطاعت أن تحافظ على هذه الوحدة التي عاش فيها الشعب أوج ازدهاره ورقيه العلمي والمعرفي والتكنولوجي، ففي عهد الوحدة أسست المدارس وشيدت السدود وفتحت جامعات حكومية جديدة واخرى خاصه وبنيت مستشفيات ومراكز طبية وشقت طرقات.واستطاعت المرأة اليمنية في هذه المرحلة تحقيق مكاسب عدة ومارست حقها كمواطنة وشريكة في المجتمع في شتى مجالات الحياة شأنها شأن أخيها الرجل.ولهذا تعد وحدة الشعب اليمني وسامآ عظيما في سماء العالم إذ صنع وحدته بيديه مفاخرا بها العالم ومحافظاً عليها، وإن مانعيشه من العام 2011 في الساحة العربية بشكل عام وتحديدآ اليمن إلى يومنا هذا ماهو الا سيناريو معد خارجيآ يتم تنفيذه في الداخل على أيدي نخبة من الممثلين هم عبارة عن أدوات تحكم عن بعد وعلى اثره تساقطت الأنظمة العربية واحدا تلو الآخر.اليمن كان في الصدارة إذ تم إختياره دولياً ليكون ساحة صراعات خارجية وتصفية حسابات دولية بينها البين فقد حضيت الجماعات الإرهابية والعنصرية بدعم دولي لتنفيذ مشروعها مستغلة المواطن البسيط الذي تقبل أوامر القيادات النافذة المنقلبة على النظام السابق آنذاك (جماعة الاخوان المسلمين وحلفائهم) لتنفيذ مشروعهم الدنيئ في تخريب وتدمير الوطن ومنشأته ومؤسساته غير مدركين عاقبة إنقلابهم على الوطن والشعب بعد أن سلموا أمره إلى مليشيات عنصرية سلالية تهدف إلى إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء.. إلى ما قبل سبتمبر 62 مستغلة الوهن الذي يعيشه الشعب اليمني.ونتيجة كل هذا هو مانعيشه اليوم من تمرد وبغي وانحطاط وفقر وجوع وتشرد وجهل وتخلف ودمار وامية واوبئة تفتك بالمواطن الضعيف. وفي الختام يبقى هناك تساؤل هو: متى يصحو الشعب من غفلته ويصحح أخطائه ليخرج من هذا الكابوس المروع لينعم بالأمن والسلام المفقود منذ سنوات..!؟
 
*(المقالات التي تنشر تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع)