أصيل.. أعاقته شظايا قذيفة حوثية وأوقفت دراسته لعامين
- الساحل الغربي - خاص
- 12:00 2020/10/12
الحديدة - منية عبدالله قضى أصيل سعيد (11 عاما) سنوات طفولته الأولى في قرية الكداح السفلى التابعة لمديرية الخوخة جنوب الحديدة كانت قريته الهادئة المسالمة المطلة على شاطئ ساحر هي كل عالمه الجميل لكنه غادرها مكرها، فبعد اجتاح مليشيات الحوثي الإرهابية لمحافظة الحديدة في العام 2014 حولت الكثير من القرى الآهلة بالسكان الى ثكنات عسكرية ومنها قرية الكداح السفلى وفي مطلع 2018 كانت أولى طلائع القوات المشتركة قد حررت الخوخة ووصلت الى قرية الكداح واستطاعت تخليصها من قبضة الحوثيين إلا أن عناصر المليشيات كانوا لا يزالون على مقربة منها. كان أصيل وأقرانه من أطفال القرية أكثر السعداء بهذا النصر التي تحقق بفضل تضحيات أبطال القوات المشتركة، وقد بدأ الحلم يراود أصيل بالعودة إلى مدرسته التى حولتها المليشيا إلى مقر لها أثناء سيطرتها على المنطقة، لكن الإرهاب الحوثي لا يترك لأحلام البراءة مجالا آمنا تنمو فيه دون أن يحولها الى كابوس.وبعد عودتهم بأسبوع كان أصيل ورفاقه الصغار على موعد مع جريمة حوثية بشعة لا تزال ذكراها الأليمة تلاحقهم، إذ تجمعوا للعب واللهو الطفولي في ساحة وسط القرية غير مدركين لما حولهم من حرب طاحنة، وخلال استغراقهم في لهوهم باغتتهم قذيفة حوثية غادرة، مزقت أجسادهم وسرقت سعادتهم.ويشير أصيل في حديثه إلى "منبر المقاومة" إلى أن انفجارا قويا حدث بجواره فجأة ليغمره بعده الدخان والغبار. ويضيف: مشيت قليلا وسقطت وكان الدم ينزف مني بغزارة، هرع أبي إليّ مسرعا وجاء أغلب سكان القرية تقريبا، تجمعوا كلهم يبحثون عن أطفالهم، اصبنا جميعا بشظايا وكانت إصابتي الأبلغ، أسعفت على متن سيارة تتبع المقاومة المشتركة الى عدن وهناك أجريت لي عدة عمليات لاستخراج الشظايا التي توزعت في ساقاي وظهري ومعظم جسدي ما تسبب لي بإعاقة حرمتني المشي بشكل طبيعي لعام كامل، وبعد عامين من الحادث أشعر الأن أنني في حال أفضل بعد تمكني من السير والعودة الى المدرسة بعد توقف اضطراري، والأفضل من ذلك هو أن المليشيا أصبحت بعيدة عن قريتنا ولم أعد خائفا من احتمال سقوط قذيفة أخرى.أصيل ومعه آلاف الأطفال اليمنيين تحولوا الى ضحايا لعنف وجرائم مليشيات الحوثي التي تستهدف المدنيين في المدن والقرى بالساحل الغربي وفي كل مكان تصل اليه بشكل متعمد ولا إنساني.