الطفل محمد المقدشي... بترت قذيفة حوثية ساقه وحطمت أخرى حلمه وأمله
- الساحل الغربي - خاص
- 12:00 2020/10/30
تعز - منبر المقاومة - عبدالصمد القاضيحينما كان مجموعة من الأطفال يلعبون عصرا في حي العسكري بمدينة تعز اواخر مارس 2017 كانت أجواء المرح تطغى على أصوات الإنفجارات التي تطلقها مليشيا الحوثي على أحياء عدة بالمدينة.
كان ضجيجهم يملأ الآفاق مرحا وسعادة، غير أن مليشيات الحوثي كانت تترصد كل جوء يثير الإبتهاج لتطلق صاروخ كاتيوشا على المكان ليبعثر ذلك التجمع ويحول المكان إلى بركة من الدماء والأشلاء المتناثرة فيما أصيب أخرون بجروح خطيرة. من بين الأطفال الذين تعرضوا لإصابات وجروح بالغة، كان محمد جميل المقدشي البالغ من العمر حينها إحدى عشر عاما، وقد أصيب بجروح متعددة نتيجة الشضايا التي أنغرست بجسده.يقول المقدشي لمنبر المقاومة، أنه أصيب بشضايا أدت إلى بتر ساقه، حينها يشعر بتكسر عظام ساقه من هول الفاجعة بعد أن قذف بهم الإنفجار من شدته إلى حد أنه لم يبق طفل في مكانه.يضيف، تفرقت أجسادهم، وجميعهم تقاسموا شضايا القذيفة باصابات مختلفه، بتر ساق محمد وقتل طفلين إضافة لإصابة خمسة أخرين وحين وصل المسعفين لم يكونوا سوى جثث هامدة ملتصقة بالأرض.يواصل حديثه بحسرة، أفقت في فرقة الرقود وقماش طبي يلتف حول رجلي وساقي الأيمن مبتور من المنتصف،وعندما خرجت من المستشفى خرجت بقدم واحد احمل عليه عبء حياة وعتبات من المعاناة تقف أمامي.تركت الإصابة أثرا نفسيا سيئا دفعته إلى عدم رغبته في مواصلة تعليمه، كان ذلك نتيجة الإنعكاسات. المصاحبة للإعاقة والتي تحولت لشعور بالنقص بين زملائه.بل أن الإعاقة صنعت منه شخصية معادية منطوي حول الذات، ليهرب من الواقع متخلياً عن تعليمه المدرسي ليعمل بائعا في بسطة بحي الجحملية المتعافي من دمار الحرب لعل بصيص أمل نافذ يغير نمط حياته.لكن أذى المليشيات لم تتركه في سبيله بل أن قذائفها أدركته مرة أخرى لتدمر بسطته المتواضعة وتحرق ما بقت لديه من أمل في الحياة.إذ سقطت في السادس من أكتوبر 2020 قذيفة هاون حوثية بالقرب منه أصيب على اثرها بشضايا في يديه وأجزاء صغيرة بالقرب من عيناه، أما بسطته الصغيرة والتي يتكيء عليه مستقبله تدمرت بالكامل، وحطمت مليشيا الحوثي حلمه للمره الثانية.يقول والده جميل المقدشي،الصدمات النفسية المتكررة التى تعرض لها محمد بفعل حرب المليشيات وجرائمها المتواصلة انعكست سلبيا على حياته ومن حوله" أقاربه وأصدقائه كل من يخالطتهم"، صنعت منه شخصية عدائية وانطوائي بتفكير سلبي لا يفارقه.