"صادق المجيدي".. عامان من التغييب والتعذيب في سجون مليشيا الحوثي
- الساحل الغربي، عبدالصمد القاضي:
- 09:38 2023/04/05
تمتلئ سجون مليشيا الحوثي الإرهابية بالمختطفين المدنيين اختطفتهم من الشوارع والمنازل وأماكن العمل ونقاط التفتيش في مناطق سيطرتها.
المواطن صادق مقبل منصر المجيدي، تعرض للاختطاف من قبل مليشيا الحوثي أثناء مروره في الشارع العام بمنطقة الحوبان، وإخفائه لقرابة عامين في مدينة الصالح، التي يتخذ منها الحوثيون معتقلاً للمختطفين والمناوئين لهم.
تعذيب وابتزاز
"خلال عامين في سجون المليشيات خسرت كل شيء وخسر أطفالي مستقبلهم". هكذا استهل المختطف المحرر صادق المجيدي حديثه للساحل الغربي.
في 16 من نوفمبر 2018 تعرض صادق للاختطاف بشكل مفاجئ أثناء مروره في الشارع العام بمنطقة الحوبان بدون أي تهمة ونقلته المليشيات إلى مدينة الصالح تحديدا في مبنى يشرف عليه القيادي الحوثي "أبو يحيى" وباشرت التحقيق معه ونسب تهمة "الرصد والتخابر" مع القوات الحكومية..
خلال تسعة أشهر من فترة الاختطاف تعرض صادق لأبشع أنواع التعذيب الجسدي (تعليق _ ضرب بالحديد _ حرمان من النوم_ الصعق بالكهرباء _ الإغراق داخل برميل ماء) والتعذيب النفسي من (التهديد باختطاف أطفاله وإخفائهم_ الإعدام_ قتل أطفاله وزوجته) بالإضافة إلى الإخفاء القسري.
يقول صادق: "خلال تسعة أشهر من التحقيق والتعذيب والإخفاء، كل من جاء ليسأل عن صادق ينكرون وجوده، وبعد تسعة أشهر أشاعوا أن صادق اعترف أنه خائن للوطن وسيتم محاكمته وإعدامه بهدف ابتزاز الأسرة".
بعد تسعة أشهر من التعذيب والإخفاء تعرضت أسرته وبالأخص والده ووالدته للتعذيب النفسي وتهديدهم بإعدامه وقتله بتهمة الخيانة العظمى.
وتعرض والداه للابتزاز المالي مقابل الإفراج عنه ودفعت الأسرة أكثر من مليوني ريال، أي ما يساوي 13 ألف ريال سعودي، ولم تسمح مليشيات الحوثي بزيارته إلا للحظات معدودة.
في معتقل المليشيات خسرت كل شيء
بعد اختطافه من قبل مليشيات الإرهاب الحوثي اضطر أولاده لترك المدرسة والالتحاق بسوق العمل.
يقول المجيدي "حرم أبنائي من التعليم كان أحدهم في الصف ثالث ثانوي وآخر في الصف أول ثانوي، انخرطا في سوق العمل لأجل توفير المصاريف اليومية لإخوانهما الصغار وكذلك مصاريف لي إلى السجن".
معاناة ما بعد المعتقل
في السجن خسر المجيدي وأسرته الكثير.. خسر أطفاله التعليم وخسر وظيفته ومرتبه وعمله لتستمر معاناته حتى بعد خروجه من السجن.
نتيجة الوضع المعيشي الصعب أجبر المجيدي على الانفصال عن أسرته الكبيرة ولجأ ليسكن مع أولاده الصغار وزوجته في منزل غير مؤهل للعيش فيه منذ الإفراج عنه بصفقة تبادل الأسرى في 1/10/2020، منع عليه البقاء في مناطق سيطرة المليشيات أمام والده ووالدته وإخوانه وتفرق أولاده الكبار فمنهم من غادر للعمل في مناطق مختلفة في مناطق سيطرة المليشيات مع استمرار خوفهم وقلقهم وتخفيهم المستمر خوفاً من بطش مشرف المليشيات وخوف الاعتقال.
مناشدة
لم تعد الحياة كما كانت قبل الاختطاف.. المليشيات أنهكت كل سبل الحياة.
المفرج عنهم من سجون مليشيات الحوثي بأمس الحاجة للنظر إليهم ومساندهم نفسياً واجتماعياً واقتصادياً، للتغلب على صعوبات الحياة ما بعد سجن الكهنوت.
وناشد المجيدي منظمات المجتمع المدني والحكومة وقيادة المجلس الرئاسي بمساندة المفرج عنهم من سجون المليشيات والأخذ بأيديهم وجبر الضرر للخروج من الآثار المترتبة ما بعد المعتقل وتأهيلهم.