فضيحة - التزوير والتجهيل الأكاديمي في جامعة صنعاء وقتل ما تبقى من البحث العلمي: البريهي في كلية الصيدلة مثالاً

  • غمدان بشر - Ghamdan M. Beshr
  • 10:56 2023/02/17

تقريباً قبل أسبوعين من الآن احتفلت جامعة صنعاء بكادرها التعليمي و على رأس المُكرمين الدكتور محمود البريهي الذي كُرم بدرع الجامعة ومنحته شهادة تقدير نظير بحثه العلمي. البحث العلمي الذي من خلاله استطاعت شركة NETzSCH Proven Excellence الألمانية إنتاج جهاز تحليل صيدلاني جديد على حسب ما تم تسويقه في الصحف .
 
طبعاً فرحت حين شفت كل هذه الأخبار و الاحتفالات و كذلك بتكريم المتميزين مثل الدكتور البريهي. فقلت حينها نتواصل مع الدكتور البريهي يعطينا فكرة عن الجهاز حيث إختصاصي هو التحليل الصيدلاني و حالياً عندي مشاريع كثيرة أحاول من خلالها الإستفادة من أي تكنولوجيا جديدة في التحليل الصيدلاني لضمها للشركة التي أعمل بها.
 
المهم بعد أسبوع من التواصل مع الدكتور العزيز لم أخرج من منه بأي معلومة مفيدة غير كلام عادي مثل "ايش الأجهزة الذي عندكم" و بعدها طالب بكتالوج جهاز عندنا و ارسلت له و لكن لا شي مفيد يذكر و بالآخر عرضت عليه عمل محاضرة أونلاين نجمع فيها طلاب الصيدلة في جميع الجامعات اليمنية لعرض مشروعة و يستفيد منه الجميع و تعهدت له في توفير المنصة و التنسيق و الإعلان للمحاضرة ... و للأسف التفاعل كان شبه ميت.
 
طالبت بعدها و للمرة الثانية الدكتور بشكل واضح بمشاركتنا الأبحاث المنشورة و اسم الجهاز الألماني الذي ساعد في تطوريه كما يقول و ذلك من باب الفضول العلمي كشخص متخصص بهذا المجال … و لكن الدعممة كانت سيدة الموقف.
 
في مقابلة من مقابلات البروف البريهي مع صحيفة الثورة ذكر أن البحث ركّز على “دراسة الاستقرار لستة أدوية لمختلف الشركات من أموكسيسيلين ثلاثي هيدرات، ودراسة استقرار حيوي المحتوى لحمض كلافولانيك – وحسابات الحركية في السوق اليمنية"
 
هنا امسكت بخيط يرشدني لدراسة البروف المهمة و رحت اتصفح البحث الذي اوصل الشركة الألمانية لإبتكار تقنية جديدة بكل شغف، و كانت الكارثة :
 
1. للأسف الشديد هو بحث منشور في عام ٢٠١٣ و يعتبر بحث بسيط لا رأس له و لا جسد. أختبر البروف فيه ٦ suspensions بعد إضافة الماء و تخزين المحاليل في درجة حرارة ٢٥ و ٤٠ لمدة أسبوع و من ثم حلل النتائج عن طريق ال HPLC … فخرج البروف و زملائه بإستنتاح ان المحلول لازم ينحط تحت درجة حرارة منخفضة!!! مصيبة!!! فهذه المعلومة اصلاً لازم تكون موجودة في نشرة الدواء المرفقة مع كل الأدوية التي حللها البروف!!
 
2. المجلة العلمية التي نشرت هذا الكلام مجلة غير محكمة و غير معترف بها و التفاصيل المثيرة بشأن أبحاث البروف تجدونها في تقرير صاغه قبل فترة بشكل احترافي الدكتور مختار العمراني من جامعة تعز و يمكن الحصول على التفاصيل في صفحته او في رابط الDropbox هنا :
 
3. اتساءل ما دخل هذا البحث البسيط في تطوير جهاز تحليل دوائي و كيف الشركة الألمانية أستفادت منه مع العلم بأنني قمت بالتواصل مع الشركة الألمانية و الرد كان غريب و لا هم دارين بشي عن هذه الأبحاث
 
لمن يحب الإطلاع على البحث العظيم للبروف هنا الرابط :
 
الناظر الى الأبحاث البروف و التي قدمها للمجتمع العلمي فهي لا ترتقي الى خُمس الهالة الإعلامية التي عملها البروف و جامعة صنعاء في الأخبار.
 
انا لست ضد نجاح أي شخص بل بالعكس هذا يسعدني شخصياً و ليست هناك اي عداوة شخصية بيننا و لست ضد من لا يستطيع النشر في اليمن في مثل هذه الظروف فهذا شي طبيعي و لا ينتقص بها أي أكاديمي يمني بسبب الحرب و الأوضاع المتدهورة بل نرفع القبعة للكادر الشريف الذي ما زال يعمل في الجامعات و يقدم العلم و المعرفة للطلاب في مثل هذه الظروف.
 
و لكن انا ضد التزوير و الكذب لان هذا فيه ضرر على زملاء البريهي الأكفاء في الجامعات اليمنية فهو أيضاً يستخف بعقلية الطلاب و يأثر عليهم بشكل سلبي عن طريق تسخيف البحث العلمي و الشطح الغير مبرر.
 
فلهذا نحب ان نعرف كيف وصل البريهي الى درجة الأستاذية؟ إعتماداً على أي من الأبحاث تم ترقيته؟ و كيف تلقى درع من رئيس الجامعة و كيف كُرم و أخذ الصورة مع وزير التعاليم العالي في حكومة صنعاء؟
 
هل جامعة صنعاء ممثلة برأسيها و عميد كلية الصيدلة غير مؤهلين و غير قادرين على معرفة أبجديات العمل الأكاديمي ليسمحوا بهذا النشر و الاحتفال و التكريم و المسخرة؟!
هذه الأحداث تزيد من تدهور سمعة جامعة صنعاء و التي كانت يوم من الأيام الأولى في الجمهورية.
 
الذي يحصل هو تزوير للحقائق و فساد علمي يظلم الكثير من الكادر الذي يستحق التقدير و هذا الفساد يطفوا على سطحه مجموعة من الإستغلاليين و المُتسلقين.
 
علاقة الأكاديمي مع الطلاب ليست مقصورة على ما يذكر في المناهج و منح الدرجات النهائية للإختبارات فقط بل الأكاديمي هو المعلم و القدوة و الصورة الحسنة و صاحب الحكمة و مصدر الفن و الثقافة للطلاب … اتسأل ما الذي يعلمه البريهي و أمثاله لطلابهم و ما الأثر الذي يتركوه في مسيرة الطلاب الأكاديمية؟!
 
و في الأخير لا نستطيع بان نلقي اللوم أيضاً على الصحافة بسبب عدم تقصي الحقائق لأن مُسمى الصحافة كبير على كيفية تداول الأخبار في اليمن.
 
مرفق لكم صور بعض الأخبار الرنانة في سماء الدجل و التدليس للبروف البريهي
 
 
 

ذات صلة