ألغام المليشيا تفتك بالمدنيين.. رائد ومحمد الخليدي ضحايا أدوات الموت الحوثية

  • الساحل الغربي - خاص
  • 12:00 2020/09/16

تعز - منبر المقاومة - عبدالصمد القاضيبعد أسبوعين من طرد مليشيا الحوثي من حي المرور في محافظة تعز عام 2016 قرر الشقيقان رائد ومحمد الخليدي العودة إلى منزلهما بعد أن بدأت مشاعر الحنين و الشوق بالعودة إليه تطغى على نفسيهما بعدما مكثا عام ونصف في التهجير والنزوح بعيدا عنه.
 
كان ذلك في التاسع من شهر مارس من العام نفسه بعد أن رغب الشقيقان بالهروب من ضنك النزوح والتشرد  خارج المدينة.لم يكن رائد البالغ حينها عشرون عاما يعرف أن مليشيا الحوثي قد حولت محيط منزله إلى مقصلة للموت لكل مدني يحلم بالعودة إليه والواقع في حي المرور.كما كان الدمار يحيط كل شيء في ذلك الحي، فيما كانت المنازل موحشة وخالية من السكان، لم يعترض أحداً طريقهما أو يحذرهم امن المخاطر القابعة تحت التراب.،           عند وصولهما باب المنزل بأمتار في العاشرة والنصف من صباح ذلك اليوم المشؤم، أنفجر لغم حوثي برائد فمزق ساقه إلى أشلاء، لقد كان الإنفجار قويا إلى حد أنه أحدث تمزقا رهيبا في قدم الشاب العائد إلى منزله.كان رائد يصرخ طالبا النجدة بعدما أرعبته مشاهد الدماء المتدفقه من قدمه والآلام التي بدأت تسري في جسده كخناجر تنغرس فيه.أسرع شقيقه الذي كان يرافقه رحلة الموت لنجدته غير مدركا أن لغما حوثيا أخر سيكون له بالمرصاد.وقعت قدم محمد على لغم آخر، فقذف به في الهواء  قبل أن يصل لنجدة شقيقه، فمزق قدميه فيما أصيبت الشضايا الناجمة عن الإنفجار أنحاء متفرقة من جسده.يقول الخليدي لمنبر المقاومة وحزنه يسبق قوله، ذهبنا إلى المنزل قرابة الساعة العاشرة صباحًا معتقدين أنه آمن، وجدنا الباب الأمامي للمنزل مغلقا فتوجهنا إلى الباب الخلفي، وعند وصولي بأمتار قليلة أنفجر شي مفاجيء، وجدت نفسي ممددا على الأرض، وبعد لحظات من صراخي رأيت أخي يسقط بالقرب مني فيما كان الغبار يملأ المكان أما نحن فقد كنا عاجزين عن الحركة تمام وشبه فاقدي للوعي.يضيف كل واحد منا، كان يحاول التحرك لإنقاذ الآخر، ولم نجد سوى انتظار المصير المحتوم، وبعد وقت قصير،  قدم إلينا مجموعة من المسعفين، وأثناء وصولهم، أصيب واحد منهم بإنفجار لغم أرضي، لكن إصابته لم تكن خطيرة فنقلونا جميعا إلى مستشفى الثورة.أقر الأطباء بتر القدم الأيمن لرائد، وضمدوا جراح المسعف لكنهم لم يستطيعوا انقاذ حياة محمد ليسكن دار الآخرة بعيداً عن أسرته تاركاً فراغ كبير في صدر أخاه وصدمه نفسية يصعب نسيانها.ليست قدم رائد خسارته الوحيده، لقد فقد أخاه نتيجة قراره بالعودة إلى المنزل دون اي احترازات من وجود الألغام الحوثية و مازال يخوض معركة نفسية مع ذاته وتأنيب للضمير  يرافقه حتى اليوم.فقد رائد القدرة على العمل وإعالة أسرته، أصيب بعقدة العودة إلى المنزل بعد أن فقد شقيقه وقدمه، فتخلى عن فكرة العودة إليه تماما  بعدما أصبح مكان لذكرى حزينة.
 

ذات صلة