دفعوا ارواحهم ثمناً لقطرة ماء هكذا ذهب المئات من أطفال تعز ضحايا قنص مليشيات الحوثي
الساحل الغربي - خاص
12:00 2020/09/15
تعز - منبر المقاومة - عبدالصمد القاضيفي التاسع عشر من أغسطس الماضي، هزت صورة التقطت للطفلة رويدا صالح وهي مضرجة بدمائها برصاصة قناص حوثي أثناء ما كانت في طريقها لجلب المياه لأسرتها في حي الروضة بتعز، مشاعر الملايين وأعادت التذكير بالمآسي التي يواجهها أطفال المدينة المحاصرة من قبل المليشيا التابعة لإيران منذ أبريل 2015.
كما عبرت الصورة التي تناقلتها وسائل الإعلام المحلية والعربية عن وحشية وإجرام المليشيا وإستهدافها لكل شي بما فيهم أطفالا كانوا في مهمة جلب المياه من صهاريج خيرية لأسرهم.جرائم المليشيا بحق أطفال تعز كثيرة، ويعود أولى تلك الجرائم إلى بدايات إنقلابها على السلطة وسيطرتها على المدن اليمنية وتحديدا 28 من نوفمبر عام 2015، حينما استهدفت تجمعاً للأطفال بحي الضبوعة وعرف حينها بمجزرة صهاريج المياه.في تلك الجريمة قتل ثلاثة أطفال وأصيب 18 آخرين من بينهم 8 يعانون من إصابات خطيرة، فيما بترت أطراف ثلاثة آخرين.تتذكر سحر هزاع المجزرة الدموية التي كانت إحدى ضحاياها، قائلة أن الساعة حينها كانت تشير إلى الثانية عشر ظهرا من يوم السبت، إذ كان السكان معتادين في ذلك اليوم من الأسبوع على قدوم صهاريج المياه التي تمولها منظمات خيرية. كان الأهالي في ذلك اليوم مبتهجون فرحا بوصول المياه نظرا لصعوبة الحصول عليها، تضيف سحر لمنبر المقاومة كان العدد يتجاوز ثلاثين مدنيا معظمهم اطفال، و كان ضجيجهم يملأ المكان سعادة.لكن ذلك اليوم تفجرت قلوبهم بالحزن والجراح، واختلط المياه بالدم واهات الأمهات وانين الضحايا، جراء سقوط قذيفة هاون اطلقتها ملشيات الحوثي.مزق إنفجار القذيفة أجسادهم، وتطايرت أدوات المياة واختلط الماء بالدم وانعكست البهجة بمأساة قتل فيها ثلاثة أطفال في الحال و تمزقت أجسادهم بشكل مرعب، فيما انفصل رأس طفلة تدعى ندى امين وتبلغ من العمر عشرة أعوام عن جسدها.وتمضي سحر قائلة، أصبت بشضايا بذاعي الأيمن وعنقي وحزء من راسي، وما تزال الإصابة ترافقني أثارها منذ خمسة اعوام، لم اعد أستطيع النظر كما كنت سابقاً، فيما لا استطيع نسيان لحظة انفجار القذيفة، فكلما أسمع صوت انصدام أو انفجار بسيط افزع من مكاني ويغيب عني الوعي واترك المكان هاربة فمازالت الفاجعة تتجدد في ذهني واصوات الضحايا والمسعفين لم يفارقني.بعد ثلاثة أيام من حدوث تلك المجزرة استهدفت المليشيات الحوثية حي الكويت بحوض الاشراف تجمعاً للأطفال كانوا يقفون أمام صهريج للمياه، قتل في تلك الجريمة أربعة أطفال وأصيب 5 آخرون.يقول سكان الحي وأقارب الضحايا لمنبر المقاومة، أنهم يحيون الأول من ديسمبر في كل عام كذكرى لشهدائهم المدنيين، من خلال كتابة أسماء الضحايا على أواني المياه مطالبين المنظمات والمجتمع الدولي الانتصار لدماء الضحايا.جريمة اخرى وقعت فصولها في 7 من مايو 2016 حيث استهدفت مليشيا الحوثي بقذيفة كاتيوشا تجمعاً أمام صهريج للمياه بالباب الكبير وسط المدين، قتل فيها أربع نساء واصيب 12 آخرين بشضايا احدهم الطفل رهيب عبدالله سعيد الذي أصيب بشلل رباعي.عقب تلك الجريمة عاودت مليشيا الحوثي في 13 من سبتمبر للعام ذاته بإرتكاب مجزرة جديدة بعدما استهدفت تجمعاً للمواطنين بحي الروضة اثناء تواجدهم أمام صهريج للمياه، وأدى الإستهداف إلى إصابة 3 أطفال و إمراة وصفت جراح بعضهم بالخطيرة.وفي الثاني من فبراير 2017 قصفت مليشيا الحوثي تجمعا بشريا أخر يحي صينة أثناء إنتظارهم قدوم صهاريج المياه و قتل خلالها امرأة مسنة واصيب 9 آخرين من النساء والاطفال.أما في الثاني من يوليو 2017 فقد أطلقت مليشيا الحوثي قذيفة هاون على حي مدرسة الشعب بحوض الاشراف وأدى سقوطها على تجمع للأطفال أمام صهريج للمياه عقب صلاة الجمعة، قتل على اثرها طفل في التاسعة من عمره وأصيب خمسة أطفال بشضايا القذيفة الحوثية.من بين الأطفال المصابين كان الطفل يونس اسماعيل إذ تسببت القذيفة في بتر أطرافه السفلى وكفه الأيسر بما في ذلك فقدانه ل 90 من القدرة على الرؤية، ومضاعفات نفسية.الجرائم السابقة رافقتها عمليات قنص نفذتها مليشيا الحوثي بمناطق قريبة من تمركزها لتصل عدد عمليات القنص إلى اكثر من 53 عملية طالت مدنين أثناء جلبهم للمياه.عمليات القنص تسببت بقتل 18 مدنيا جميعهم من النساء والاطفال، فيما ذهب ضحية الألغام التي وضعتها مليشيا الحوثي بجانب صهاريج المياه نحو 42 ضحية.يقول الراصد الحقوقي نور الدين المنصور لمنبر المقاومة، أن ما مارسته وتمارسه مليشيات الحوثي الانقلابية بحق سكان اليمن عامة وتعز على وجه الخصوص، تعد جرائم حرب، فهي تفرض الحصار وتقتل المدنين بالرصاص والقذئف والالغام و تمنع عنهم الخبز والماء والدواء وكل وسائل الحياة. يضيف المنصور، خلال قيامنا برصد حالات الانتهاكات، الحوثية شاهدنا ارتكابها أبشع الجرائم، ما يعكس وحشيتها و تعطشها لدماء الأبرياء طيلة سنوات الحرب الماضية، ارتكبت مليشيا الحوثي مجازر دموية مروعة وأستخدمت قذائف الهاون والقناصة وصواريخ الكاتيوشا لإستهداف تجمعات المدنيين اثناء تزودهم بمياه الشرب من صهاريج تديرها منظمات خيرية.