اتهمها بزعزعة استقراره عبر الطائرات المسيرة.. المغرب: إيران "الراعي الرسمي للجماعات الإرهابية"

  • TRT / وكالات :
  • 01:11 2022/10/30

حذر دبلوماسي مغربي رفيع المستوى من أن دول المغرب العربي تواجه تهديدات خطيرة لأمنها القومي على خلفية توغل غير مسبوق في الإقليم لإيران وحزب الله التابع لها.
 
هددت الرباط باتخاذ "ردّ قوي ومناسب" في حال استعمال جبهة "البوليساريو" الطائرات المسيّرة الإيرانية لتهديد سلامة وأمن أراضيها، متهمة طهران بـ"زعزعة استقرار" المنطقة.
 
جاء ذلك على لسان السفير الدائم للمغرب في الأمم المتحدة عمر هلال، خلال مؤتمر صحفي عقده الخميس بعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي حول الصحراء القاضي بتمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة إلى الصحراء" مينورسو" عاماً إضافياً، حتى 31 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
 
وحذر هلال، خلال ردّه على سؤال صحفي، من استخدام جبهة "البوليساريو" طائرات مسيّرة إيرانية لتهديد أمن وسلامة المغرب، مؤكداً أن بلاده "ستتصرف بقوة وستكون عواقب وخيمة على جبهة (البوليساريو)".
 
ولم يقدم هلال تفاصيل أخرى عن طبيعة الردّ المغربي في حال استعمال الطائرات المسيّرة الإيرانية، إلا أنه أكد أن "الأمر سيترك للقوات المسلحة الملكية لتحديد كيفية الردّ"، واصفاً تزويد "البوليساريو" بتلك الطائرات بـ" الخطير جداً".
 
وتأتي التهديدات المغربية، بالتزامن مع تداول تقارير استخباراتية، خلال الأيام الماضية، حول تسليم إيران جبهة "البوليساريو" طائرات مسيّرة لضرب المغرب.
إلى ذلك، اتهم الدبلوماسي المغربي إيران بتسليح "البوليساريو" بأسلحة متطورة بينها طائرات مسيّرة، لافتاً إلى أن طهران و"حزب الله" اللبناني انتقلا الآن من التدريب إلى تسليح الجبهة الانفصالية، "وهو أمر خطير جداً، إذ بعدما عملا على زعزعة استقرار اليمن وسوريا والعراق يعملان الآن على زعزعة استقرار منطقتنا".
 
وفي سياق اتهامه إيران، عرض هلال صوراً لطائرات مسيّرة قال إن طهران سلمتها إلى جبهة "البوليساريو"، لافتاً إلى أن سعرها يتراوح بين 20 و22 ألف دولار، وأن شراء طائرة واحدة كفيل بإطعام 300 شخص في السنة في مخيمات تندوف (جنوب الجزائر) وتقديم العلاج لـ500 شخص وتعليم 120 طفلاً.
 
قرار أممي
 
وأتت تلك التصريحات بعد أن تبنى مجلس الأمن، مساء أمس الخميس، قراراً جرى بموجبه تمديد ولاية بعثة "المينرسو" لمدة عام.
 
وكلف المجلس المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا، تيسير استئناف المسلسل السياسي والبناء على الإطار الذي أرساه المبعوث الأممي السابق هورست كوهلر في جولتين من المفاوضات عُقدتا في جنيف نهاية 2018 وربيع 2019، وشارك فيهما ممثلون عن المغرب والجزائر وموريتانيا وجبهة البوليساريو الانفصالية التي تنازع المغرب السيادة على أقاليم الصحراء الغربية الساقية الحمراء ووادي الذهب.
 
كما حث قرار مجلس الأمن الدول الثلاث والبوليساريو على "مواصلة التزام هذا المسار بروح من الواقعية والتوافق بهدف تسويته".
 
وفي أول رد مغربي رسمي على القرار الجديد لمجلس الأمن قالت وزارة الخارجية إن تبني هذا القرار يندرج في سياق يتسم بالمكتسبات الهامة التي تحققت تحت قيادة الملك محمد السادس في الملف خلال السنوات الماضية.
 
داعم الجماعات الإرهابية
 
وتأتي هذه التطورات بعد أسابيع على اتهام وزير خارجية المغرب ناصر بوريطة، إيران بـ"تهديد السلم الإقليمي والدولي"، معتبراً أنها أضحت هي "الراعي الرسمي للانفصال ودعم الجماعات الإرهابية في عدد من الدول العربية".
 
وقال وزير الخارجية المغربي، في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره اليمني أحمد عوض بن مبارك، في الثالث من أكتوبر/تشرين الأول الحالي بالرباط، إن "طهران، بتبنيها لفاعلين غير حكوميين مسلحين، أصبحت تهدد السلم الإقليمي والدولي، عن طريق حصول هؤلاء الفاعلين على أسلحة وتقنيات متطورة، على غرار الطائرات المسيّرة".
 
وحمّل بوريطة المجتمع الدولي مسؤولية تطور الأوضاع في حال عدم تصديه للجانب الإيراني، معتبراً أن إيران "هي الممول والداعم الرسمي للانفصال والجماعات الإرهابية عبر تسهيل حصولهم على أسلحة متطورة، فضلاً عن تدخل طهران في الشؤون الداخلية للدول العربية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق جماعات إرهابية مسلحة". وأضاف: "المغرب بدوره يعاني مما تقوم به إيران بهذا التدخل".
 
وكان المغرب قرر في الأول من مايو/أيار 2018 قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران، وطلب من سفيرها مغادرة الرباط، واستدعاء سفيره من طهران، في خطوة كانت كلمة السر فيها هي الصحراء، إذ أعلن وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة حينها أن الجمهورية الإيرانية تقدم دعماً "مالياً ولوجستياً" لجبهة "البوليساريو" الانفصالية عن طريق "حزب الله" اللبناني الذي يوفر أيضاً تدريبات عسكرية للجبهة.
 
في المقابل، اعتبرت الخارجية الإيرانية حينها أن "المغرب يصدّر مزاعم ليس لها أساس من الصحة، بل إنها اجترار للاتهامات ضد إيران من الذين يرغبون في بث الشقاق والفرقة في العالم الإسلامي".
 
يُذكر أن قضية المسيّرات الإيرانية أثارت الجدل مؤخراً في أوروبا، بعد اتهامات غربية بتزويد روسيا بعدد منها، الأمر الذي يخالف القرارات الدولية والعقوبات المفروضة على إيران.
 
 

 

ذات صلة