الرابع عشر من أكتوبر شرارة الثورة في وجه أعتى امبراطورية استعمارية!
11:50 2022/10/07
قبل تسع وخمسين سنة أُطلقت من فوهة بندقية القَيَل راجح بن غالب لبوزة.. ومن أعلى قمم جبال ردفان الأبيّة رصاصات كانت إيذاناً بثورة لن تتوقف حتَّى هزيمة الإمبراطورية الاستعمارية التي لا تغيب عنها الشمس وإعلان الاستقلال؛ ولا يعني ذلك أنَّه لم يسبق ذلك رفض للاستعمار وبكل أشكال الرفض ومنذُ الوهلة الأولى للاستعمار قبيل 128 سنة .
شارة، وشرارة الثورة انطلقت من جبال ردفان ولن تتوقف حتَّى هزيمة الاستعمار وجعله يجر أذيال الخزي والعار، وتلقينه درساً قاسياً أنَّ الشعوب لن تفلح معها كل القوة المفرطة في إخضاعها واحتلال أراضيها.
وأنت تلاحظ توقيت الثورة الأكـتوبرية تجد أنَّها إمتداد وإمداد لثورة السادس والعشرين.. إذ بعد سنة تتفجر الثورة من إندلاع ثورة في صنعاء ضد احتلال سلالي يتصارع اليمنيون معه منذُ 284 هجرية. بِمَا يؤكد أنَّ المنطلقات للثوار في شمال الوطن وجنوبه ذاتها التي كانت تمثِّل الزبيري كانت تمثِّل باذيب.. وأنَّ الطلقات التي صوبها جزيلان شارة الثورة في ليلة السادس والعشرين كانت طلقات لبوزة صداها الطبيعي في الرابع عشر من أكتوبر.. وإمداداً لها في خلط الأوراق على الاحتلالين في كل من صنعاء وعدن.. وضرب عصفورين بحجر رواد الحركة الوطنية شمالاً وجنوباً.
لا.. إنَّهُ بالعودة إلى تاريخ ثورتي شعبنا، وأولويات مناضليه تدفعنا بالاسترشاد بهم من أنَّ استعادة صنعاء وهزيمة فلول السلاليين أولوية ما بعده تحصيل حاصل في هزيمة المشاريع الأخرى التي لن تصمد طويلاً إذ هي تستند إلى فكرة لاهوتية تخضعـهم لها إمَّا خوفاً من جبروتها أو تخوفاً من الوقوع في معصية الإله لأنّك عصيت مفوضَّهُ.
في الذكرى التاسعة والخمسين للثورة الرحمة والخلود للشهداء الأبرار الذين بذلوا أرواحهم فداءً لتحرير الشعب وإعادة كرامته الذي عمل الاستعمار على تكريس الامتهـان والإذلال كأسلوب للحكم ولبقائه مدة أطول.