أغرب ماشفته في حياتي!

12:13 2024/09/29

أغرب ماشفته في حياتي هو أن الحوثيين يزفوا قتلاهم في صالات الافراح وكأنهم عرسان 
ويوزعوا في مراسيم العزاء البهيج (!) اكياس عليها صورة القتيل مذيله باسمه مع عبارة "تهانينا آل فلان الفلاني"
كنت حاضرا في احدى المرات بصنعاء لتقديم العزاء لأحد اصدقائي المتحوثين في مقتل نجله بينما كان يوزع الاكياس للحاضرين ؛ وكانه يوزع عليهم جعالة العيد!
واول ماشافني اقترب منه نبع يستقبلني بكيس التهاني وبمجرد ما ان قلت له : عظم الله لك الأجر يافلان
ولكنه  قال ينبهني بصوت حازم: بارك لي لو انت صاحبي لاتقوليش عظم الله لك الاجر ! ابني شهيد .. ابني عريس الان في الجنة واليوم احنا نزفه لبنات الحور!
ايواااه
انا اعتجمت ذيك الساع بصراحة وماعد إلا قلت له:
الف الف مبروك وعقبى لك إن شاء الله يوم نزفك بعده لبنات الحور ! وروحت يومها من صالة عزاء الفرح (!) عموما وانا مصدوم اتسائل في حيرة:

- ايشو هذا السحر الذي يعملوه لرؤوس الناس للحد الذي يخلي الواحد


فرح في يوم مقتل فلذة كبده؟!
اليوم اتصلت ابارك له بمقتل #حسن_نصر_الله " وقلت له: 

- تهانينا ياصاحبي والف الف  مبروك ..


اليوم زفينا حسن لبنات الحور وبكره ان شاء الله نزف سيدك عبده في عرس جماعي شنحجر له من الان. 
واحسب اني بهذا الكلام قد تجملت معه.. واني وريته ان قدنا فاهم اسلوب التعازي على الطريقة الحوثية ؛ ولكنه زعل مني وقال بصوت غضوب: 

- ذلحين انت تتشفى بي او ما هو؟


اعتجم لساني للمرة الثانية؛ وانهيت المكالمة معه وانا مطنن اتساءل بنفس الحيرة: 

-  ايشو هذا العماء الذهني المهول الذي يخلي الواحد يستقبل التهاني بمقتل ولده؛ وفي نفس الوقت يشتيك تواسيه وتعزيه بمقتل الشخص الذي تسبب في مقتل ابنه

!