منذ أكثر من أسبوع أحجم مكتب المبعوث الأممي عن إصدار أي بيانات أو إحاطات صحافية بشأن مفاوضات فتح الطرق وتنفيذ اتفاق الهدنة

 

ينعقد مجلس الأمن الدولي، يوم الثلاثاء، في جلسة مرتقبة بشأن اليمن، ويقدم المبعوث الخاص للأمين العام هانس غروندبرغ إحاطة دورية لأعضاء المجلس -حضورياً- ووصل إلى نيويورك قادما للتو من صنعاء حيث اختتم زيارته الثانية من دون إعطاء أي تصريحات صحفية. فيما قالت مصادر الحكومة اليمنية إن المليشيات الحوثية أفشلت مهمة المبعوث وخطته المعدلة لفتح المعابر والطرقات كما كان يأمل بعد رفض وفد المليشيات الخطة في مفاوضات عمَّان.

 

وتواجه الهدنة الأممية الإنسانية - من جانب واحد- في حصتها الثانية بعد التجديد لها لشهرين إضافيين تهديدات حقيقية وسط شكوك متزايدة حول إمكانية صمودها في ظل معطيات تصعيدية عسكرية من قبل المليشيات على مختلف الجبهات وبلغت الخروقات والانتهاكات الحوثية ذروتها مساء الاثنين باستهداف مدينة مأرب بصاروخ باليستي تزامنا مع تحشيد متواصل إلى الجبهات الجنوبية والغربية والشمالية الغربية للمحافظة.

 

"التصعيد الحوثي مستمر في الجبهات الجنوبية والغربية لمحافظة مأرب من خلال استحداث مواقع وحفر الخنادق ودفع تعزيزات بعتاد ثقيل مع نشر طيران". قال للساحل الغربي مسؤول عسكري ميداني مساء الاثنين.

 

بعد زيارة صامتة إلى صنعاء.. المبعوث الأممي يشيد ب"تنازلات" الشرعية #الساحل_الغربي #yemenhttps://t.co/Xf3GLsjLbd

— الساحل الغربي | The West Coast (@alsahilnet) June 13, 2022

 

وأخذت التصعيدات العسكرية الحوثية تكثف من الاعتماد على القذائف الصاروخية في جبهات الساحل الغربي بصورة يومية متزايدة مع استمرار الخروقات بوتيرة ثابتة بصورة يومية.

 

ومنذ أكثر من أسبوع أحجم مكتب المبعوث الأممي عن إصدار أي بيانات أو إحاطات صحافية بشأن مفاوضات فتح الطرق وتنفيذ اتفاق الهدنة بالتزاماته الإنسانية بينما مضت ثاني جلسات التفاوض في عمّان بفشل فرضه التعنت الحوثي، كما وصل وغادر هانس صنعاء بصمت مطبق.

 

بدورها السلطات اليمنية، الرئاسة والحكومة، لم تعلن أي موقف بعد أمام رفض المليشيات تنفيذ التزامات الهدنة وفشل مفاوضات فتح الطرقات وإعادة توجيه وتخصيص رسوم شحنات النفط عبر ميناء الحديدة لدفع المرتبات.

 

كما من غير المعروف ما هي طبيعة الردود التي يمكن أن تأخذها الشرعية اليمنية على نهج التحدي والرفض الحوثي والتصعيد العسكري المتواتر في جبهات مأرب وتعز والساحل الغربي وحجة والضالع.

 

وفي وقت سابق وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري قال رئيس مجلس القيادة اليمني الدكتور رشاد العليمي، إن المليشيات أفشلت مهمة المبعوث وخطته المعدلة لفتح الطرقات ورفع الحصار عن تعز. وأشار العليمي إلى مشاعر الإحباط المتزايدة من إمكانية تحقيق أي سلام مع "مليشيات إرهابية".

 

#صافر_القنبله_الموقوته .. شكوك عميقة حيال جدية وجدوى الخطة الأممية #الساحل_الغربي #yemenhttps://t.co/VOA0Dfjx8o

— الساحل الغربي | The West Coast (@alsahilnet) June 13, 2022

 

في السياق، التقى المندوب الدائم لليمن لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله السعدي، يوم الاثنين، بالمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ خلال زيارة الأخير إلى نيويورك للمشاركة في جلسة مجلس الأمن حول اليمن يوم الثلاثاء.

 

وفيما جدد السفير السعدي التأكيد على حرص مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية على دعم جهود المبعوث الخاص بالرغم من التعنت الذي تبديه الميليشيات الحوثية وعدم جديتها في الانخراط بحسن نية مع هذه الجهود، أكد على ضرورة التنفيذ الكامل لبنود الهدنة الأممية لتحقيق أهدافها الإنسانية، بما في ذلك رفع الحصار بشكل كامل عن تعز وفتح الطرق الرئيسية ورفع النقاط والحواجز للسماح بتنقل المواطنين والتدفق السلس للمواد والسلع الغذائية.

 

أعرب المبعوث الأممي عن تقديره للدعم الذي تبديه الحكومة اليمنية لجهوده وتجاوبها من خلال التنازلات التي قدمتها الحكومة بهدف التخفيف من معاناة اليمنيين، لافتاً إلى التزامه بمواصلة العمل من أجل التنفيذ الكامل لبنود الهدنة، بما في ذلك فتح الطرق في تعز، والتي تعتبر خطوة هامة في طريق السلام الشامل والعادل والمستدام.