تمديد الهدنة: "يا ذي صبرتي ثمان.. زيدي اصبري شهرين"

04:13 2022/06/02

كما هو المتوقع، عطفاً على مسؤوليات وموقع المجلس الرئاسي والحكومة اليمنية من الشعب اليمني أولاً والمجتمع الدولي ثانياً، فإن التمديد أو التجديد للهدنة السارية شهرين إضافيين هو تحصيل حاصل لعمليات جمع وطرح وقسمة في السياسة والإدارة بمنطق الأولويات والمسؤوليات. فالدولة تلتزم بمنطق وقانون الدولة وهذا يحملها واجبات ليست فيها محل مقارنة مع مليشيات فوضوية وعصابة مارقة سواءً بحكم الواقع أو بنظر العالم.
 
والحال أن تمديد الهدنة مصلحة يمنية ويستهدف التخفيف من معاناة اليمنيين بالقدر الذي يتاح أو تتيحه ظروف ويوميات هدنة تبقى غالباً معقودة من طرف واحد. وإن كان الأمر يقاس في قراءات من زاوية التكسب الحوثي المكرور من الهدن والاتفاقيات السياسية كافة فلأن العصابة تبقى عصابة والعقلاء في العالم إنما يتخاطبون مع الدولة ويخاطبون الدولة بمسؤولياتها.
 
إجمالاً وحتى إذا تقلصت أو انعدمت فوائد وعوائد الشهرين الإضافيين، فإنها لن تغير كثيراً نحو الأسوأ أو تجعل السيئ أكثر سوءًا مما عليه الواقع.
 
ودعونا نستعِد من موروثنا الشعبي مع تصرف "يا ذي صبرتي ثمان، زيدي اصبري شهرين."
،،،
 
‏هدنة تمكين أفضل من حرب لا تحارب.
الحرب للحرب كذب.
حرب لا تستهدف حسماً هي ما تكرس سبع سنوات وكان التغيير حتمياً، وكل شيء يأخذ وقته.
كل ساعة سلام مصلحة جماعية. الحوثي يموت بالسلام وسيتكفل باستدعاء الحرب، وعلى الباغي تدور.
لكن، على أي حرب تالية أن تحارب لتحسم قدماً، ما لم فهي من الكذب.
،،،
 
‏الشرعية مكنت شعبها من السفر عبر المطار وأبطلت كل نفاق وذرائع الحوثي تجاه الميناء وفرضت رسوم الشحنات مرتبات للموظفين في صنعاء وأخواتها.
تدفقت الشحنات وسرق الحوثي المرتبات وزاد أسعار المشتقات وتعرى لصاً وقاطع طريق يخشى أقدام اليمنيين وأحذيتهم عبر المعابر.
شتان بين دولة وعصابة.
،،،
 
‏شهران فارقان بامتياز شكلاً ومضموناً.
حدث الكثير، أكثر مما يمكن إيجازه أو تجاوزه.
لدينا رئاسة تستقوي بجماعيتها وقيادة تتوزع مسؤوليات بهدوء وانضباط وعزم.
ضجة الهدنة ومفاعيلها أدت الغرض، الرئاسي كسب بجدارة أول جولة مبارزة سياسية، بينما يراكم مكاسب التبلور وآلياته وأدواته يوماً بيوم.